سياسة

ائتلاف الكرامة لماكرون: الثورة التونسية ليست في حاجة لدروسك

أصدر ائتلاف الكرامة، اليوم الخميس، بياناً أدان من خلاله الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم 2 أكتوبر الجاري في مقر بلدية مورو، والسياسة العنصرية المعادية للإسلام، مشيراً إلى أن سياسة الرئيس الفرنسي تتناقض من حيث المبدإ حتّى مع الأسس العلمانية اللائكية للدولة الفرنسية وأولها حياد الدولة تجاه الأديان والمساواة التامة بين المواطنين أمام القانون واحترام الحريات الفردية للجميع  وحماية روح التسامح والتعايش دون ميز على أساس العرق أو اللون أو الدين، حسب ما جاء في نص البيان.

وعبر الإتلاف عن ادانته ل"تحرش الرئيس الفرنسي بالتجربة الديمقراطية التونسية"، معتبراً أن ذلك "تقويض لأبسط مبادئ الاحترام في العلاقة بين البلدين وتمادي غبيّ في السياسة الفرنسية الكريهة التي دعمت الدكتاتور بن علي طيلة فترة حكمه وحاولت إنقاذه ومدة بالأسلحة لقمع الثورة التونسية ونذكر السيد ماكرون بأن الثورة التونسية ماضية في تحرير الوطن والإنسان وليست في حاجة للدروس منه أو من غيره."، حسب البيان.

كما دعا ماكرون بالتخلي عن الخطاب الاستعماري الحاقد والسعي إلى التسامح والتكاتف والتعاون بين الأمم على اختلاف أديانها وأعراقها وثقافاتها والتسلح بروح السلام والمحبة والإخاء، كما جاء في نص البيان.

وفي ما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمان الرحيم
تونس في 21 صفر 1442
08 أكتوبر 2020
بيان
ألقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خطابا مطولا يوم 2 أكتوبر الجاري في مقر بلدية مورو  Mureaux  هاجم فيه ما سمّاه « الانفصالية الاسلامية » المزعومة  وعرض فيه مضمون السياسة التي يعتزم تطويرها وتنفيذها داخل فرنسا وتجاه المسلمين الفرنسيين والجالية المسلمة بفرنسا التي تبلغ حوالي 6 ملايين نسمة بغرض طمس شخصيتهم  وهويتهم الاسلامية واستئصال كل مظاهر حضور الدين الاسلامي بفرنسا في المستقبل المنظور.
وحيث أن الرئيس الفرنسي قد زعم أن الإسلام هو دين  يعيش أزمة في كل أنحاء العالم 
ـ وحيث أن الرئيس الفرنسي قد اتخذ من حالة الحرية والانتقال الديمقراطي  التي تعيشها تونس مثالا حصريّا على هذه الأزمة التي لم تكن موجودة قبل ثلاثين سنة حسب زعمه.
وحيث أن هذا الخطاب يمثل استفزازا لعموم المسلمين في العالم ولتونس بصفة خاصة وتحرّشا صريحا بالمسلمين في فرنسا وفي مقدمتهم  الجالية التونسية بفرنسا التي تعدّ حوالي 800 ألف نسمة.
ـ وحيث أن الهيئات السيادية التونسية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية قد التزمت الصمت أمام هذا التدخل السافر في الشأن الداخلي والانتهاك الجسيم للسيادة التونسية.
وتبعا لكل ذلك فإننا :
1 ـ ندين خطاب الرئيس الفرنسي والسياسة العنصرية المعادية للإسلام باعتبار  ذلك خرقا لالتزامات فرنسا الداخلية والخارجية باحترام  المواثيق الدولية لحقوق الانسان وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الأمم المتحدة ، علاوة على خرقها للدستور والقوانين الفرنسية وتعارضها الصريح مع شعارات الجمهورية الفرنسية وقيمها ومبادئها.
2 ـ نؤكد أن سياسة الرئيس الفرنسي تتناقض من حيث المبدإ حتّى مع الأسس العلمانية اللائكية للدولة الفرنسية وأولها حياد الدولة تجاه الأديان والمساواة التامة بين المواطنين أمام القانون واحترام الحريات الفردية للجميع  وحماية روح التسامح والتعايش دون ميز على أساس العرق أو اللون أو الدين.
3 ـ  نشجب الازدواجية الصارخة لسياسة الرئيس الفرنسي وعداءه  الصريح للإسلام والمسلمين داخل فرنسا ولا أدل على ذلك من اتهامه ظلما  للمسلمين في فرنسا بالانفصالية رغم تضحياتهم الكبيرة على مر الأجيال في الدفاع عن فرنسا وتحريرها وبناء قوتها ، بينما نراه يهرول في الخارج إلى دعم الحركات الانفصالية والإرهابية  لتقويض وحدة وسيادة البلدان الاسلامية مثلما يحصل حاليا مع الأقلية الانفصالية التي تعد عشرات الآلاف من الأرمن في اقليم ناغورني كاراباخ بأذربيجان في تعارض سافر مع قرارات الأمم المتحدة 
4 ـ نرفض وندين تحرش الرئيس الفرنسي بالتجربة الديمقراطية التونسية ونعتبر ذلك تقويضا لأبسط مبادئ الاحترام في العلاقة بين البلدين وتماديا غبيّا في السياسة الفرنسية الكريهة التي دعمت الدكتاتور بن علي طيلة فترة حكمه وحاولت إنقاذه ومدة بالأسلحة لقمع الثورة التونسية ونذكر السيد ماكرون بأن الثورة التونسية ماضية في تحرير الوطن والإنسان وليست في حاجة للدروس منه أو من غيره.
5 ـ ننصح السيد ماكرون بالتخلي عن الخطاب الاستعماري الحاقد، ونذكّره بأن العالم أحوج ما يكون اليوم إلى خطاب التسامح والتكاتف والتعاون بين الأمم على اختلاف أديانها وأعراقها وثقافاتها والتسلح بروح السلام والمحبة والإخاء :
قال تعالي : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ـ الحجرات  (13) 
O hommes! Nous vous avons créés d’un male et d’une femelle, et Nous avons fait de vous des nations et des tribus , pou que vous vous entre-connaissiez. Le plus noble d’entre vous, auprès d’Allah, est le plus pieux. Allah est certes Omniscient et Grand Connaisseur. (Sourate 49 , Verset 13 )
عن الناطق الرسمي لائتلاف الكرامة
سيف الدين مخلوف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock