احتضنت القبة الفلكية الرقمية بمدينة العلوم بتونس، اليوم الخميس، العرض الوثائقي الاول “رحلة مع الضوء”، الذي انتظم باللغة العربية، وذلك في اطار برنامج توأمة بين مدينة العلوم بتونس وحديقة العلوم بغرناطة (اسبانيا).
ويتناول عرض “رحلة مع الضوء” المتوفر كذلك باللغتين الانقليزية والاسبانية، حوارا بين طفل ووالدته حول أهمية الضوء ودوره في تقدم حياة البشرية، حيث كان في القدم الاستدلال بالنجوم اداة للتقويم ومصدرا هاما للضوء، كما استخدمت المنارات النار في الملاحة البحرية.
ويعد الضوء، حسب تعريف هذا الفيلم ثلاثي الأبعاد، موجة كهرومغناطيسية وجسيم توصل الى اكتشافه العلماء بعد ظهور مجموعة من النظريات حول مفهوم الضوء.
ولفت كاهية مدير الفضاءات العلمية بمدينة العلوم بتونس، نوفل معاوية، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، الى أن العمل على انجاز مشروع عرض “رحلة مع الضوء” انطلق في شهر ماي 2021 بين مدينة العلوم بتونس وحديقة العلوم بغرناطة، مشيرا الى ان عرض “رحلة مع الضوء” هو من انتاج حديقة العلوم بغرناطة الاسبانية، بتمويلات قيمتها حوالي 150 ألف أورو.
وأكد انه تم أيضا التركيز على تأقلم المعدات اللوجيستية التونسية والاسبانية لترجمة النص الاسباني واضفاء مؤثرات عاطفية بما يسهل تلقي المتفرج لمضمون هذا العرض الوثائقي واستهداف مختلف الشرائح العمرية.
وأوضح أن هذا التعاون التونسي الاسباني يعد ثمرة برنامج توأمة “الدعم المؤسساتي من اجل تعزيز امكانات منظومة البحث والتجديد التونسي” الذي انطلق منذ شهر جانفي 2021 وتجسد اليوم بتوقيع اتفاقية شراكة بين مدينة العلوم بتونس وحديقة العلوم بغرناطة، من أجل تعزيز التعاون العلمي بين الطرفين وتحديد خارطة طريق للاربع سنوات القادمة في مجال نشر الثقافة العلمية.
وذكر معاوية أن هذه الاتفاقية تنص بالخصوص على دعم التعاون في مجال الثقافة العلمية وتجديد معدات القبة الفلكية بمدينة العلوم بتونس والانتاج المشترك في فضاء القبة الفلكية والمعارض العامة.
ومن ناحيته، أبرز مدير عام مدينة العلوم بتونس، فتحي زقروبة، بالمناسبة عن أمله في أن تفضي هذه الشراكة التونسية الاسبانية الى انصهار مدينة العلوم في شبكات علمية دولية ودعم كفاءاتها ومكتسباتها التقنية واللوجستية، بما يمكن من تعزيز انشطتها وبرامجها من اجل دمقرطة افضل للعلوم ومرافقة الشباب ودعم مشاركته في الشأن الثقافي بالخصوص.
واعتبرت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، ألفة بن عودة صيود، خلال كلمة ألقتها بمناسبة اطلاق عرض “رحلة مع الضوء”، أن هذا المشروع التونسي الاسباني استراتيجي ويبني لاقتصاد المعرفة ويسهل على الطلبة القرب من العلوم، داعية الى ضرورة تثمين الاستثمار في العلوم، الذي يمثل خيارا انتهجته تونس منذ الاستقلال، وفق تعبيرها.
يشار الى الوفد الاسباني الممثل لوزارة العلوم والتجديد الاسبانية وحديقة العلوم بغرناطة يؤدي من 21 الى 23 سبتمبر الجاري، زيارة الى تونس، بمناسبة اطلاق عرض “رحلة مع الضوء” وتوقيع اتفاقية شراكة علمية بين الطرفين.