خوف.. قلق..اكتئاب: كورونا تطال الأسوياء والمرضى

ضغوطات اقتصادية واجتماعية تسببت فيها جائحة كورونا في كل دول العالم وخاصة في تونس خلال هذه الموجة التي عرفتها مؤخرا وتفشي متحور دلتا.

لكن ضغط آخر لا يقل أهمية برز بشدة في الفترة الأخيرة هو الضغط النفسي وهو لا يهم المصابين بالكورونا فقط بل حتى غير المصابين الذين يعيشون تحت وطأة الاضطرابات النفسية بسبب التفكير في الوضع الراهن وما صاحبه من صعوبات في توفير أساسيات الحياة أو حتى تغير نمطها .

لهذه الأسباب يعيش الأسوياء ضغطا

وتعود أسباب هذه الضغوطات أساسا إلى قلة النوم وعدم الشعور بالأمان والخوف من المرض والابتعاد عن المحيط الاجتماعي  بسبب الانقطاعات المتكررة عن العمل والابتعاد عن العائلة والحرمان من الخروج والترفيه.

بالإضافة إلى القلق من عدم القدرة على توفير الأدوية في حالة المرض إما بسبب قلة ذات اليد أو بسبب الوضع في المستشفيات.

الاعلام سلاح ذو حدّين

كما لعب الإعلام دورا مهما في هذا الخصوص وكان متّسما من جهة بالمبالغة في السلبية عبر تركيزه على نقائص الوضع الصحي  بالبلاد أو الانفصال عن الواقع وتقديم برامج تتجاهل تماما ما يحدث في تونس .

ولا يمكن التغاضي عن دور مواقع التواصل الاجتماعي وما تسببت فيه من ضغط نفسي كبير بترويج أخبار الموت ونفاذ الأدوية ونفاذ الأكسجين من المستشفيات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت منذ بداية الجائحة اي منذ سنتين تقريبا من تزايد نسبة القلق والمخاوف التي ارتفعت من 18 الى 25% فيما ارتفع الخوف من الإصابة بفيروس كورونا من 4 الى 6% وارتفعت نسبة الاكتئاب من 15 الى 22% كما ارتفع الوسواس القهري للنظافة من 4 الى 6%. كما ارتفع أيضا منسوب العنف داخل الأسرة خلال فترات الحجر الصحي .

مرضى كورونا.. معاناة جسدية وأخرى نفسية

وأكد رئيس مركز الارشاد النفسي ومؤسس نوادي التربية النفسية الدكتور فتحي سعيد في تصريحه للزميلة بشرى السلامي تزايد الضغوط النفسية على الأسوياء خاصة خلال هذه الموجة التي تمر بها بلادنا
من جهة أخرى، بالاضافة للمعاناة النفسية للأشخاص الأسوياء فان مرضى الكورونا يمرون بفترات صعبة معنويا .

وتتعمق معاناتهم بسبب ردود فعل الافراد في محيطهم بعد تماثلهم للشفاء والتعامل معهم على أنهم يحملون مرضا معديا شديد الخطورة مما يولد لديهم شعورا بالذنب .

كما تسبب الاصابة بفيروس كورونا القلق من الموت خاصة لدى الفئة التي عايشت أعراضا شديدة للمرض والتي تبلغ نسبتها 18% و'الكرب ما بعد الصدمة' وهي حالة نفسية تجعل المتعافي يعيش حالة تخوف دائمة من اعادة التجربة مما يعيقه عن مواصلة حياته بصفة طبيعية .

وعلى المستوى الأسري يمكن أن تؤدي اصابة أحد الزوجين الى فقدان الاحساس بالأمان أو بالسند ، وفق ما أكده الدكتور فتحي سعيد رئيس مركز الارشاد النفسي.

 

JavaScript is required.

0:00
0:00

*بشرى السلامي