سيدي بوزيد :''لسودة'' نجاحات متواصلة و خدمات ينتظرها الأهالي

لئن حققت بلدية لسودة التي تفصلها من الناحية الشرقية عن مركز ولاية سيدي بوزيد مسافة 8 كم  و عن بلدة " فايض "  11 كم  خلال الفترة الاخيرة نجاحات كبيرة تمثلت في تأمين الخدمات الضرورية للمتساكنين و إعداد مخططات هادفة ديدنها ارساء بعض  المشاريع الاستثمارية الخاصة و توفير موارد مالية من شأنها أن تضفي على المنطقة حركية اقتصادية هامة فانها لا تزال تواجه جملة من الصعوبات و الاشكاليات المتمثلة اساسا في محدودية الموارد البشرية و المالية( نسبة التاطير بالبلدية 9 % ) وضعف الرصيد العقاري و غياب التشريعات التي تنظم العمل البلدي في علاقة بمحدودية النصوص الترتيبية بالرائد الرسمي ( صدور 11 أمرا فقط من جملة 28 أمرا ) إلى جانب التوسع الجغرافي الكبير الذي تشهده البلدية فضلا عن ضعف الميزانية المرصودة للبلديات بصفة عامة و التي  من بينها  البلدية المتحدث عنها  (  لسودة  ) حيث لا تمثل سوى 3,8 % من ميزانية الدولة وكذلك نقص وعي المواطن و مساهمته في تعطيل عمل المجالس البلدية –  وفق ما اكده لموزاييك –  عز الدين الدالي رئيس المجلس البلدي ل " لسودة " 

*  " لسودة "  في سطور

هي بلدية محدثة سنة 2017  و تتبع اداريا معتمدية  سيدي  بوزيد  الشرقية  و تعتبر ذات موقع جغرافي استراتيجي هام إذ انه يمثل محور و مركز خريطة تونس و نقطة عبور الى  اغلب ولايات الجمهورية التونسية الشمالية منها و الجنوبية  (تتوسطها الطريق الوطنية عدد 13 ) و طبيعة ديموغرافية  متميزة حيث يقطنها  19934 ساكن ينقسمون الى 4 عمادات و هي "  لسودة  " و " قارة حديد "  و " العقلة"  و " الزيتونة "  96 % منهم  يقطنون بالأرياف. وتتميز  بلدية " لسودة " كذلك  بهواء نقي و صحي للغاية بحسب ما تؤكده الجهات المعنية و لا سيما الصحية منها.

 
* مشاريع رات النور واخرى في القريب …

عمل مجلس  بلدية  " لسودة  "  منذ توليه الحكم المحلي لهذه المنطقة الهادئة و الاستراتيجية على بعث مشروع سوق للسيارات بعد القيام بدراسة اقتصادية دقيقة أصبح بمقتضاها و في زمن قياسي  ذا وجهة للتجار التونسيين في مجال بيع و شراء جميع انواع السيارات و يحتل المرتبة الثانية على المستوى الوطني بعد سوق السيارات بتونس العاصمة و تهيئة منطقة خضراء بكلفة 100 ألف دينار وجملة من الطرقات وسط المدينة الى جانب التنوير العمومي و غيره كما فكر المجلس البلدي  في بعث مشروع خاص بتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية كلفته 70 مليون دينار و تموله شركة فرنسية ألمانية على المنطقة الصناعية  المهيأة  هناك و التي تمسح  20 هك و كذلك احداث سوق عصرية مغطاة للدواب يعد  الأول من نوعه في الولاية يتضمن جميع المرافق الأساسية على مساحة هكتارين بكلفة جملية تقدر ب 2،5 مليون دينار و حسب الدالي رئيس  مجلس بلدية المكان فان هذا المشروع "  قد تجاوز مرحلة الدراسات و هو في انتظار اقتناء قطعة الأرض و انطلاق الأشغال " 

* مشاريع متواصلة  

و أوضح عزالدين الدالي رئيس  المجلس  البلدي  ب" لسودة " تواصل تنفيذ برنامج خاص بتهيئة وتهذيب المقابر خلال السنوات الثلاث القادمة بكلفة 250 ألف دينار و بناء اكشاك تجارية  و تركيز ملعب حي لفائدة أطفال الأحياء الى جانب برمجة تشجير الطريق الرابطة بين مدينتي لسودة و سيدي بوزيد و تركيز رادار آلي بهذه الطريق للحد من حوادث الطرقات  و توفير 3 حافلات متعددة الوظائف  من اهمها نقل العاملات بالقطاع الفلاحي في الجهة.

 

 
* "  لسودة "  انفتاح و امال…

و قال الدالي ان المجلس البلدي منفتح على مختلف الجمعيات و الجهات الناشطة في شتى المجالات الاقتصادية  و الاجتماعية  و الثقافية  والرياضية  و التربوية  في الداخل و الخارج لذلك تم إمضاء العديد من الاتفاقيات مع المنظمات والجمعيات على غرار جمعية صوت حواء ( في مجال الإحاطة بالمرأة الريفية ) ومنظمة "  أنا يقظ " ( في مجال الرسكلة و التكوين) و غيرها و كلف عونين للإجابة على كل مطالب النفاذ إلى المعلومة و نشر جميع الصفقات العمومية و الأشغال و الشراءات عبر منظومة  " تينابس " 
و اضاف ان  البلدية فرغت من ضبط مخطط استثماري تشاركي كلفته 4،7  مليون دينار شارك في صياغته عدد من المواطنين من مختلف عمادات البلدية على امتداد أسبوع كامل حول تهيئة الطرقات و الأرصفة بكلفة 2،166 مليون دينار بسائر عمادات المنطقة  و التنوير العمومي بكلفة 700 ألف دينار بقرية " لسودة  " وعدد من التجمعات السكنية بالارياف الى جانب اقتناء معدات بكلفة 520 ألف دينار وبناء قصر للبلدية و دائرة بلدية و مستودع بلدي بكلفة 1,12 مليون دينار و  تهيئة عدد من الأسواق بقيمة 200 ألف دينار

 
* " لسودة " و  " الكورونا " 

 
هذا و اكد عز الدين ان بلدية لسودة ساهمت منذ انتشار الكوفيد  19 في الضرب على أيدي المحتكرين و المضاربين واصحاب النفوس المريضة الذين حاولوا استغلال الظرف الخاص الذي تمر به البلاد مع انتشار جائحة كورونا لمحاولة الكسب المادي غير و فرضت مبادئ السلم و التوادد بين أبناء المنطقة خلال الحملات التحسيسية  زمن الكورونا و  بادرت بتوفير مواد التنظيف و التعقيم و الكمامات للمدارس الابتدائية و المعاهد و الإدارات العمومية بالجهة و دعمت مؤخرا المستشفى الجهوي  بسيدي  بوزيد  بجهازي تنفس لفائدة  الى جانب مشاركاتها  الدورية  في تعقيم بالإدارات و المؤسسات الراجعة لها بالنظر. 

*اقوال و انتظارات

وسام الضاوي نقابي و ناشط بالمجتمع المدني احد متساكني بلدية لسودة ممن تحدثوا إلينا قال :  "  ان "  لسودة "  منطقة هادئة جالبة للسكان من المناطق الريفية المجاورة و ايضا من بعض المدن الاخرى حيث قرر العديد من الموظفين المشتغلين بها الاستقرار بها نهائيا لما لمسوه فيها من امن و هدوء و ايضا نظرا لقربها من جميع المرافق المتوفرة بمدينة سيدي بوزيد الى جانب موقعها المتميز حيث انها تقع على طريق وطنية تربط بين سيدي بوزيد و صفاقس و القصرين " .

و اضاف "  ان المدينة شهدت توسعا عمرانيا متسارعا منذ الثورة لكن هذا التوسع تباطأ بشكل رهيب نظرا للمشكل البيئي القائم جراء التلوث الصادر عن مصنع الحليب الكائن بالجهة و ايضا المداجن المنتصبة على تخوم المدينة مما ادى الى عزوف المواطنين عن السكن بها وتراجعت اثمان الاراضي و العقارات بشكل لافت " و اكد ان " هذا لا ينفي انه منذ تركز البلدية بالمنطقة شهدت عديد التحسينات كتهذيب بعض الطرقات و اصبح رفع الفضلات امر دوري و تم ارساء سوق للسيارات افتك مكانته بين العديد من الاسواق الاخرى بل وتجاوزها في الاشعاع رغم حداثته و رغم ذلك تبقى هناك العديد من النقائص التي يجب العمل عليها ومن اهمها توفير مسلخ بلدي للمنطقة  لتجاوز الذبح العشوائي على قارعة الطرقات و ما يسببه من اوساخ و منظر غير لائق للمدينة ايضا حملات التشجير من شأنها اضفاء مسحة جمالية و هي عملية غير مكلفة يمكن للبلدية القيام بها كذلك تنوير شوارع الاحياء لان المنطقة تغرق في ظلام دامس ماعدا الشارع الرئيسي ".

و خلص وسام ان لسودة كان ويمكن ان تكون الاجمل و الافضل في المنطقة لو تتظافر جهود الجميع لان لها من المقومات ما يجعلها كذلك.

 

* محمد صالح  غانمي