يواصل القائد السابق للمنتخب الألماني وأحد أفضل اللاعبين في العالم لوثر ماتيوس سلسلة مقالاته التحليلية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي تنشرها موزاييك حصريا في تونس بالتعاون مع وكالة الأنباء الألمانية :
ويعود ماتيوس الى مباريات الدور ربع النهائي للبطولة وكتب :
كانت مباريات دور الثمانية من الدرجة الأولى، وخاصة تلك المواجهة بين إيطاليا وبلجيكا في ميونخ. كانت مباراة رائعة ذات إيقاع لعب مرتفع واتسمت بالأداء المنظم الجيد والحماس الكبير، خاصة من جانب الإيطاليين.
كان المنتخب الإيطالي هو الفريق الأكثر قوة وتفوقا. فقد لعب بشكل مقنع مرة أخرى، وحقق الفوز عن جدارة. وأيضا بفضل نجاح هجومهم وهجماتهم المرتدة التي نفذت بشكل جيد جداً.
وبالمقارنة معهم، شعرت بخيبة الأمل إلى حد ما تجاه المنتخب البلجيكي. العديد من لاعبيه لم يصلوا لقمة مستواهم –وهو أمر يمكن أن يرجع بالتأكيد لمشاكل الإصابات. ومع هذا، فإن هذه المباراة في دور الثمانية كانت تستحق أن تكون النهائي.
عانى الإسبان من صعوبات في مواجهة المنتخب السويسري الذي كافح بكثير من التضحية. وكانت هذه الصعوبات تعود مجددا إلى إنهاء الفريق لهجماته بشكل سيئ. يتمتع المنتخب الإسباني بإمكانيات عالية ، كما يتمتعون دائما بقدر كبير من الاستحواذ على الكرة. ولكن عليهم تعزيز فاعليتهم ، وإلا فإنهم سيعانون في نصف النهائي أمام المنتخب الإيطالي المتماسك.
المنتخب الإنقليزي أصبح الآن أكثر استقرارا وقوة في البطولة. ويبدو أن الفوز 2 / صفر على ألمانيا في دور الستة عشر حرر الفريق ومنحه الكثير من الثقة بالنفس. وبعدها، لم تكن المواجهة أمام أوكرانيا في دور الثمانية تحدياً للفريق ، وفاز بها 4 / صفر.
والآن، يتعين على الإنقليز أن يثبتوا مجدداً أمام الدنمارك أنه يمكنهم الارتقاء لمستوى دورهم كمرشحين للفوز باللقب.
فوز الدنمارك على جمهورية التشيك كان مكسبا جيدا. يبدو أن فريق الدنمارك نال دفعة من واقعة كريستيان إريكسن حيث يؤدي بشكل جيد مجددا بعد انهياره في مباراته الأولى بالبطولة أمام فنلندا.
أعتقد أن جميع عشاق كرة القدم سعداء لأن الدنماركيين وصلوا إلى نصف النهائي، بعد هذا الحدث المثير للعاطفة للغاية (حادث انهيار إريكسن على أرض الملعب في مباراة فنلندا). ورغم هذا، فإن المنتخب الدنماركي الآن هو الفريق الأقل ترشيحا تماماً في مواجهته بنصف النهائي، ولكنهم سعداء بهذا الدور. المنتخب الدنماركي يلعب بأسلوب منظم ومنظم جيداً، وكذلك بحماس.
ومن المنتخب الدنماركي ، يمكنك أن تعرف أيضا مدى أهمية أن يكيف المدرب النظام والخطط للفريق ويسمح للاعبين باللعب في المراكز التي تناسبهم بشكل أفضل.
الدنماركيون لا يجربون أي شيء ليست لديهم القدرة عليه. وهذا هو الحال في منتخب إيطاليا أيضا. من المهم السماح للاعبين باللعب بالنظام الذي يمكنهم لعبه ويريدونه أيضا.
وخلاف هذا، يشعر اللاعبون بالشك، ويفتقدون للحماس. يمكن رؤية هذا على سبيل المثال في منتخب ألمانيا.
بشكل خاص ، المنتخبات التي وصلت الآن إلى نصف النهائي تؤمن بالنظام وبما يقوله لها المدرب. الإمكانيات الفردية في فرنسا والبرتغال وألمانيا ليست كافية بحد ذاتها في البطولة.
ومن بين المنتخبات المتأهلة لنصف النهائي ، كان المنتخب الإيطالي أكثر من أثار سعادتي. من وجهة نظري، لديهم أفضل توليفة من الإمكانيات في فريقهم. وكل هذه الإمكانيات تنسجم سوياً بشكل جيد جداً.
وبعد هذا، تظل إنقلترا المرشحة بشكل أكبر قليلاً للفوز باللقب بالنسبة لي، لأنهم يلعبون على أرضهم. لا ينبغي الاستهانة بعامل الجمهور، خاصة الآن بعد أن وصلت البطولة إلى المرحلة الحاسمة. بدون ميزة الأرض، كنت سأضع الإيطاليين في المقدمة. لكننا جميعا نعلم مدى صعوبة التنبؤات. وبينما تجاوزت فرنسا بطلة العالم والبرتغال حاملة اللقب الأوروبي وألمانيا مجموعة الموت ، لم يتمكن أي منتخب منهم اجتياز دور الستة عشر.
وبشكل عام ، يمكنكم التعرف على مدى أهمية التكتيكات والتماسك وتمركز اللعب والإيقاع. فيما يتعلق بالإيقاع، لا أشير فقط إلى الركض، ولكن إلى سرعة ردود فعل اللاعبين. هنا أيضا، أظهر الإيطاليون أنفسهم كأفضل فرق البطولة. مجدداً، من الواضح أنه لكي تكون ناجحاً، يجب أن تتحلى بالتفكير السريع – وأن تلعب للأمام بنفس السرعة. وسوف يصل الفريق الذي يبذل قصارى جهده للنهائي ويحصل على اللقب.