أكّد محمد الغضباني المدير الجهوي للصحة بسوسة خطورة الوضع الوبائ في الجهة بعد تسجيل حصيلة قياسيّة من الإصابات بكورونا خلال يوم واحد، حيث سجّلت الجهة أعلى حصيلة يومية (728 إصابة) خلال أربع وعشرين ساعة منذ بداية الجائحة. وبلغت نسبة التحاليل الإجابية 40 بالمائة.
وتوقّع الغضباني في تصريح لموزاييك مزيدا من التدهور في الوضع الوبائي خاصة في ظلّ ما يلاحظ من استهتار بالإجراءات الوقائية وفي ظلّ التجمعات في الأماكن المفتوحة للعموم التي تشكّل خطرا كبيرا في مزيد انتشار العدوى خاصة أمام سرعة تفشي النسخ من الفيروس الموجودة في تونس.
وتشهد المستشفيات في سوسة ضغطا كبيرا حيث يرقد 217 شخصا، مصابون بكورونا، في المؤسسات الصحية فيما بلغت طاقة استيعاب أسرّة الإنعاش 120 بالمائة وما يعنيه ذلك من انعكاس على جودة الخدمات الصحية في ظل النقص الكبير في الموارد البشرية، وفق الغضباني.
كما أنّ الضغط على أسرّة الأوكسيجين كبير جدا وبلغت نسبة الإمتلاء 80 بالمائة من طاقة استيعابها القصوى. وتبحث السلطات الصحية الجهوية الترفيع في طاقة الإستيعاب بالنظر إلى العدد المتزايد من الإصابات حتى في صفوف الفئات الشابة المتراوحة أعمارها بين 20 و40 سنة.
وأكّد الغضبان تسجيل عدّة تعكّرات لدى مصابين بفيروس كورونا من الشباب الذين لا يعانون من أمراض مزمنة.
كما تمّ تسجيل حالة وفاة لرضيع يبلغ من العمر 3 أشهر، وهو يعاني أمراضا أخرى بالإضافة إلى إصابته بفيروس كورونا.
وحذّر الغضباني من أنّ الوضع في سوسة وفي ولايات أخرى يتّجه نحو سيناريو القيروان.
وأشار إلى الصعوبات التي تواجهها المؤسسات الصحية بسبب نقص الإمكانيات المادية والبشرية لتأمين العلاج الضروري للمصابين رغم ما وفرته وزارة الصحة من امكانيات اضافية منذ ظهور الجائحة.
ووجه في هذا السياق نداء إلى رجال الأعمال إلى التبرع للمستشفيات في جهاتهم ومعاضدة الجهود الوطنية في مكافحة الجائحة، مشيرا إلى أنّ ميسوري الحال والأثرياء يتحملون مسؤولية مجتمعية، وفق تعبيره.