تحتفل تونس غدا الخميس بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني الذي ظل منذ تاريخ انبعاثه في 24 جوان 1956 منسجما مع مبادئ ومقوّمات الدّولة المدنية، حاميا للنظام الجهوري ومؤسساته مدافعا عن حرمة الوطن وسلامة ترابه.
ووفق ما جاء في وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع بالمناسبة يقوم الجيش الوطني بمهام معاضدة مجهود الدولة في المجال التنموي والمساهمة في مجابهة الكوارث، وتلبية نداء المجتمع الدولي لنشر السلم في عدة مناطق من العالم وتأمين أمن شعوبها وتقديم المساعدات الإنسانية لها.
وفي ظلّ التهديدات غير التقليديّة، تمّ تعزيز القدرات العملياتية لجيش البر، باقتناء تجهيزات لحماية العسكريين وعربات قتال مصفحة ضد الألغام. كما تم تدعيم المنظومة العملياتيّة من خلال مواصلة تعزيز هياكل تكوين القوات الخاصة للتدخل وإحداث كتائب تدخل للتصدي للعمليات الإرهابية ومركز الإمتياز في مجال نزع الألغام والتعامل مع الأجسام المشبوهة وتأمين الحدود البريّة ودعم وكالة الإستخبارات والامن للدفاع بالموارد البشرية المختصة والاجهزة التقنية الخصوصية.
كما تدعّم جيش البحر بزوارق سريعة وخافرات أعالي البحار مع مواصلة تجربة التصنيع العسكري من خلال صنع وحدات بحريّة جديدة، وذلك في إطار مزيد تطوير القدرات العمليّاتيّة للدّفاع عن المصالح البحرية الوطنية بالمياه الخاضعة للسيادة التونسية والمحافظة على الثروات البحريّة الحية وغير الحية بالمنطقة
الخالصة والجرف القاري عبر المراقبة البحرية والاعتراض بالبحر والتدخل أثناء المهام العملياتية أو النجدة والإغاثة ومقاومة الهجرة غير الشرعيّة.
ويشهد جيش الطيران تطورا في قدراته العملياتية بفضل دعم الأسطول الجوّي باقتناءات جديدة من مروحيّات نقل جوّي تكتيكي متقدّم ومروحيّات هجوميّة للدّعم
الناري القريب والبعيد.
كما يعود تطوّر القدرات العمليّاتيّة إلى التكوين والتدريب المستمرّ المواكب لأحداث التطوّرات التكنولوجيّة والمتلائم مع متغيّرات نوعيّة التهديدات.
وقد ساهم دعم الجيوش الثلاثة بالمعدات والتجهيزات وتطوير منظومة الاستعلام والاستطلاع والتكثيف من التدريبات العامة والخصوصيّة، في جعل القوات المسلحة على أتمّ الجاهزية لتعقب الإرهابيين والتصدي لهم في عمليات استباقية بالسرعة والفاعلية المطلوبة.
كما رفّعت المؤسسة العسكرية من نسق تعاونها العسكري في شكله الثنائي مع البلدان الشقيقة والصديقة في مجالات مكافحة الإرهاب والتكوين والتدريب وتبادل الخبرات.
أمّا على مستوى التعاون متعدّد الأطراف، فتمثّل مبادرة 5 زائد 5 دفاع، إطارا مناسبا لتعزيز هذا التعاون في مجالات التكوين والبحوث والتجهيز واللوجستيك والتمارين المشتركة في مجال مراقبة المجال الجوّي ومواجهة الكوارث الطبيعية ومجابهة كوفيد 19، كما تسعى تونس إلى دعم التعاون مع مجموعة 7 زائد 7. باعتباره يمثل برنامجا خصوصيا ويوفر آلية عمل بتقديم الدّعم في مجال أمن الحدود، فضلا عن التعاون مع منظمة حلف الشمال الأطلسي في مجالات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة ومراقبة الحدود والدفاع السّيبرني.
وعلى صعيد آخر، أثبت الجيش الوطني في كلّ مرّة قدرة عالية على مجابهة الكوارث الطبيعيّة والتدخّل في عمليّات الإغاثة والإنقاذ والتصدّي للجوائح وآخرها جائحة كوفيد 19، كما تنوّعت مظاهر الإسناد والدعم الصحي العسكري للمنظومة الصحيّة الوطنيّة من خلال تركيز مخبر عسكري متنقّل للأمن البيولوجي ومستشفى عسكري وميداني في أكثر من ولاية كلّما إستوجب الأمر ذلك .
وفي إطار الاستشراف والاستباق وعلى ضوء ما ستفرضه الأوضاع الأمنية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في العشرية القادمة تم وضع مخطط إستراتيجي لوزارة الدفاع الوطني يتطلّع إلى جيش وطني في أفق 2030 على درجة عالية من الجاهزيّة بما يمكّنه من إستباق التهديدات وإدارة الأزمات وتضمن له النجاعة في إستعمال مختلف الموارد لإنجاز المهام المناطة بعهدته .
ووفق ما ورد في نفس الوثيقة فان القوات المسلحة التونسية تستعد قريبا للمشاركة في مهمّة أمميّة جديدة بجمهوريّة إفريقيا الوسطى، تلبية لنداء المجتمع الدولي لنشر السلم في عدة مناطق من العالم وتأمين أمن شعوبها وتقديم المساعدات الإنسانية لها.
وفي جانب آخر، وفي الإطار الإحتفال بالذكرى 65 لإنبعاث الجيش الوطني تنظم وزارة الدفاع الوطني تظاهرة الأيام المفتوحة للمتاحف العسكرية وذلك أيام 24 ـ 25 ـ 26 جوان الجاري.
وسيحظى المواطنون بالاطلاع على جوانب من تاريخ تونس العسكري الذي تعود جذوره إلى الحضارة القرطاجية، وذلك من خلال زيارة المتاحف الثلاثة الراجعة بالنظر إلى وزارة الدفاع الوطني والتي تشرف عليها إدارة التراث والإعلام والثقافة بالوزارة، وهي المتحف العسكري الوطني "قصر الوردة" بمنوبة والمتحف العسكري لخطر مارث الدفاعي ومتحف الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية.