حلّ الناشط السياسي والعميد السابق للهيئة الوطنية للمحامين محمد الفاضل محفوظ ضيفا على برنامج ''بورتريه باي موزاييك" الأحد 20 جوان 2021. وتحدّث ضيف إلياس الغربي عن جملة من المواضيع تتعلق بمسيرته المهنية ونشاطه السياسي بالإضافة إلى تجربة الحوار الوطني في 2013 وحصول الرباعي الراعي لهذا الحوار على جائزة نوبل للسلام.
وقال محفوظ إنّ دخول عالم المحاماة كان بمثابة المسار الطبيعي تأثّرا بوالده الذي كان محاميا اضافة إلى ''هوسه'' بالقضايا الحقوقية وبحثه الدائم عن المحاكمة العادلة.
نقده للسلطة انطلق مع عضويته في فرع هيئة المحامين بصفاقس، وكان أوّل بيان له ضدّ نظام بن علي صدر في جويلية 2010، وكان ''بيانا شديد اللهجة'' أدان فيه المحاكمة غير العادلة للفاهم بوكدوس الموقوف على خلفية تغطية أحداث الحوض المنجمي.
ويقول محفوظ إنّه كان من بين أوّل المتفاعلين مع حراك ديسمبر 2010، مضيفا قوله '' كنت من السباقين في اطلاق مصطلح الثورة يوم 5 جانفي في مداخلة في صفاقس قبل برشا ناس ليسوا مؤمنين بما يحدث في تونس''، مؤكدا يقينه بأنّ '' نظام بن علي كان مهترئا وسائرا إلى الزوال''
وعن تجربة الحوار الوطني في 2013، يقول محمد الفاضل محفوظ إنّها انطلقت بلقاء تلقائي بين المنظمات الأربع وهي هيئة المحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والإتحاد العام التونسي للشغل ومنظّمة الأعراف "نظرا للعلاقة التاريخية بين تلك المنظمات"
وتابع محفوظ " في 2013 كنا قاب قوسين او أدنى من حمام دم وأنّ تدخّلنا كان ضروريا''، بالنظر إلى ما شهده المسار السياسي من انحرافات.
وعن تلك الفترة يقول ضيف ''بورتريه باي موزاييك'': ''الأزمة حينها وصلت إلى ذروتها كما الآن… إضافة إلى الإغتيالات التي شهدتها البلاد''
وأكّد أنّ "الدعوة لعقد مؤتمر للحواركان قبل أشهر لكن الدعوات الأولى لم تنجح''، وكان اغتيال البراهمي في تاريخ رمزي (25 جويلية ذكرى عيد الجمهورية) منعرجا حاسما وحتّم انعقاد الحوار الوطني لأنّ الوضع لا يحتمل أي تأجيل.
وقال إنّ رعاية المنظّمات الأربع للحوار كان بناء على شرعية تاريخية وأيضا بالنظر إلأى حيادها في الصراع السياسوي، وفق قوله.
وشدّد قوله: ''لم يكن لدينا مشروع سياسي وكنا مستقلين والمشروع الوحيد انتقال بتونس من مرحلة إلى مرحلة… أخذنا بزمام المرور واتصلنا بمختلف الأطراف السياسية للقيام بدور الوساطة لإعادة احياء الحوار الوطني''
ونفى محفوظ حدوث تدخلات أو ضغوط على المنظمات الأربع سواء من أطراف داخلية أو خارجي، وقال في هاذ الخصوص: ''لم نضع أقدامنا في أي سفارة… سفارات ربما كانت تحب تتصل ..''
كما أشار إلى محاولة من وصفه بـ''سمسار علاقات دولية''، في إشارة إلى برناردينو ليون، من خلال اتصاله بالعباسي. ولكن ردّ الرباعي كان واضحا ''لا سبيل إلى ذلك''.
وتابع ضيف بورتريه: ''لو اشتممت رائحة التدخل الأجنبي لكنت استقلت من الحوار الوطني"
ما بعد جائزة نوبل
وبخصوص حصول الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام نظرا لجهوده في الحوار الوطني، عبّر محفوظ عن أسفه لعدم حصول الرباعي على الدعم الكافي من الدولة لاستثمار جائزة نوبل للسلام والقيام بدور ديبلوماسي اقتصادي.