دعا رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، عبد المجيد الزار، اليوم الاحد في الحمامات، على هامش اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد كل "الفاعلين السياسيين لاطلاق حواريرسم خيارات اقتصادية تنقذ البلاد"، مؤكدا أن المنظمة الفلاحية تتطلع إلى تفعيل مبادرة الاتحاد العام التونسي لاطلاق حوار وطني لان تونس في حاجة إلى أي خطوة تجمع التونسيين وتؤسس للمستقبل، على حد قوله.
وأفاد الزار أن اجتماع المكتب التنفيذي الموسع الذي انطلق أمس السبت بالحمامات سينظر في محاور وصفها ب"الاستراتيجية" بالنسبة للبلاد وسيرفع بشانها توصيات الى اجتماع 5 زائد 5 مع الحكومة الذي سيعقد خلال الاسبوع القادم اوالاسبوع الذي يليه.
وينظر المجتمعون من اعضاء المكاتب الجهوية للاتحاد، وفق جدول اعمال المكتب التنفيذي الموسع، في محاور تخص حوكمة استغلال الاراضي الدولية الفلاحية، وتطوير منظومات الانتاج الفلاحي وتطوير مردوديتها، ومسالك التوزيع، ودفع الاستثمار، والخارطة الفلاحية، بالاضافة الى حوكمة الدعم وتطوير الصيد البحري.
وقال الزار أن هذه المحاور هي قضايا كبيرة تهم اقتصاد البلاد وليس الفلاحين والبحارة فقط، معتبرا أن وضع تصورات عملية للنهوض بالقطاع الفلاحي سيساهم في حل اشكاليات البطالة واشكاليات الوضع الاجتماعي وسيسمح برسم خيارات اقتصادية تنعكس ايجابا على الوضع الاجتماعي، بما يمكن من تحقيق اهداف الثورة.
واكد رئيس الاتحاد استعداد المنظمة الفلاحية للتفاعل مع اي مقترح للحوار مهما كان المبادر او الاطار شريطة يكون حوارا شفافا وتشاركيا، مؤكدا أن الشان الاقتصادي والاجتماعي يهم كل التونسيين وان الاهم "هو البحث عن نقاط التقاء تجمعنا لنطورها وندعمها لتحقيق حد ادنى من الاستقرار"، وفق تقديره.
وبخصوص موسم الحبوب لهذه السنة، اشار الزار الى أنه موسم طيب مقارنة بالموسم الفارط (توقع انتاج نحو 9 مليون طن)، لكنه لا يزال بعيدا عن الطموحات، معتبرا ان تحقيق هذه النتائج رغم ما عرفه الموسم من هزات في ظل ازمة توفير المدخلات (الامونيتر والدي ا بي)، وتحقيق انتاجية ب23 قنطار في الهكتار، و 70 قنطار في الهكتار بالنسبة للسقوي، يؤكد ان الفلاح التونسي قادر على الانتاج وتحقيق المردودية العالية اذا ما اقتنع الجميع "بان الامن الغذائي مسؤولية وطنية.
وعبر عن استغرابه من تواصل غياب الخارطة الفلاحية، ومن اهمال الاراضي الدولية الفلاحية في الوقت الذي يعاني فيه شباب تونس من البطالة، مرجعا ذلك إلى "غياب الارادة" وإلى عجز كل الفاعلين السياسيين عن الخروج بتصورات مشتركة، وفق رأيه.
وبخصوص اضاحي العيد قال الزار: " اطمئن التونسيين بأن لنا وفرة في الانتاج، ولكن الوضع صعب بالنسبة للمواطن والفلاح على حد السواء باعتبار ارتفاع التكلفة والاهم هو ايجاد المعادلة التي ترضي الطرفين"، داعيا الفلاحين الى مراعاة المقدرة الشرائية للتونسيين مع مراعاة المحافظة على استدامة منظومة تربية الماشية.
وعن الحوار 5 زائد 5 مع الحكومة قال رئيس المنظمة الفلاحية إنه "رغم الاختلاف في وجهات النظر فان ثقتنا في الحكومة مستمرة، ولا نتهجم عليها لان تثبيط العزائم لا يبني، ولأنه من المفروض ان تكون كل حلقات الحكم متضامنة ومتكاتفة وهذا ما ندعو اليه".
ودعا، في ذات السياق، رئاسة الجمهورية الى التوافق مع البرلمان ومع الحكومة، كما توجه بدعوة إلى كل المنظمات الى التعاطي مع الحكومة بمبدأ الثقة حتى تتمكن من العمل، قائلا: " اذا وصلنا الى قناعة بان عهدة هذه الحكومة قد انتهت فيجب ان يكون ذلك بطرق قانونية ولا جدوى من الحديث هنا وهناك لان ذلك لن يساهم إلا في الارباك والاحباط وفي هدم عزائم الفاعلين وتونس ليست في حاجة إلى ذلك"، حسب تأكيده.
(وات)