أطفال بين مخالب الإرهاب.. فكيف تمّ استقطابهم؟
أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي في تصريح لموزاييك أن الدائرة المختصة في النظر بقضايا الإرهاب بالمحكمة الإبتدائية بتونس قضت، شهر مارس المنقضي، بالسجن لمدة سنتين في حق ستة أطفال تورطوا في توفير المؤونة لعناصر كتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية المتحصّنة في جبل الشعانبي من ولاية القصرين.
وببحث موزاييك في تفاصيل القضية من مصادر متعددة، تبيّن أن قوات الحرس الوطني العاملة في مجال مكافحة الإرهاب ألقت القبض على 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 سنة و18 سنة بداية سنة 2019، بعين جنان من معتمدية فوسانة الحدودية والتابعة لولاية القصرين، بعد ثبوت تواصل الأطفال المذكورين مع كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التابعة لما يسمى ب"قاعدة الجهاد بالمغرب الإسلامي" الإرهابية، المتواجدة في جبل السيف المحاذي للمنطقة، تواصلا مباشرا وإلكترونيا.
ومارس الأطفال الرياضة مع عدد من المنتمين إلى هذه المجموعة الإرهابية، كما قاموا بتموين هذه المجموعات.
4 أطفال في حالة سراح..
وعلمت موزاييك أن الأطفال، الذين بقي 4 منهم في حالة سراح بعد عرضهم على الجهات القضائية المختصة، قد انخرطوا مع الإرهاب بتأثير مباشر من الإرهابي بدر الدين الونيسي (لقي حتفه في جبل الشعانبي منتصف شهر ماي المنقضي)، بحكم أنه أصيل منطقة عين جنان التي يقيم فيها الأطفال الذين تم استقطابهم.
وبالبحث في سجلات مجموعات التكفير في تونس، من الملاحظ أنها ليست المرة الأولى التي يستقطب فيها الإرهابيون الأطفال، فبين سنتي 2014 و2015 استقطب عدد من الإرهابيين تلميذا مرسما بالباكالوريا، وتم تدريبه على السلاح، وبمجرد محاولته الابتعاد عنهم وقطع علاقته بهم، نزّلوا له صورته بسلاح حربي على موقع للتنظيمات الإرهابية فتم إلقاء القبض عليه(المصدر: كتاب "كلاشطاير" لبرهان اليحياوي).
كما التحق عدد من الأطفال بالمجموعات الإرهابية في الجبال الغربية بعد تأثرهم بالفكر التكفيري بين سنتي 2012 و2016، وفق المصدر ذاته.
دور الأسرة في المراقبة
من جهة أخرى، تحدث عدد من المختصين في مجال مكافحة الإرهاب لموزاييك حول استقطاب الأطفال للإرهاب، وركزوا على دور الأسرة في مراقبة سلوك الطفل ورقابة فضاءات التواصل الاجتماعية التي يلجونها لأنها مجال حيوي يستقطب عبره الإرهابيون الأطفال.
كما طالبوا بتفعيل الدور التربوي للمؤسسات التربوية المتواجدة خصوصا على مقربة من تواجد المجموعات الإرهابية لإنقاذ الأطفال الذين يُستقطبون بالإغراء أو بالتأثير أو بالتهديد، وسط مخططات تكفيرية تخريبية لا تعنيهم في شيء.
*برهان اليحياوي