فضيحة تجسّس قد تعصف بالعلاقات الأميركية الأوروبية

اعتبر سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون أمس الاثنين 31 ماي 2021 أن التجسس على مسؤولين أوروبيين من جانب أجهزة أمريكية بمساعدة الدنمارك سيكون أمراً "خطيراً للغاية" في حال ثبُت، على خلفية معلومات في هذا الصدد كشفت عنها وسائل إعلام أوروبية.

وكان تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الدنماركية مع تلفزيون "إس في تي" وشبكة "إن آي كاي" النروجية ووسائل إعلام ألمانية وصحيفة "لوموند" الفرنسية قد أشار إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية استغلت شراكة مع وحدة تابعة للمخابرات الخارجية بالدنمارك للتجسس على مسؤولين كبار في دول مجاورة ومنهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وقال بون عبر تلفزيون وإذاعة "فرانس انفو" إن الأمر "خطر للغاية ويجب التحقق مما إذا كان شركاؤنا في الاتحاد الأوروبي، الدنماركيون، ارتكبوا أخطاءً في تعاونهم مع الأجهزة الأمريكية".

وأضاف "من الجانب الأمريكي، ينبغي رؤية ما إذا كان قد حصل في الواقع.. تنصّت أو تجسس على مسؤولين سياسيين".

ولم يستبعد سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية فكرة أن ينجر عن هذا الأمر "عواقب فيما يخصّ التعاون" مع الولايات المتحدة.

ووفقا للتحقيق الذي يشمل الفترة من 2012 حتى 2014، استخدمت الوكالة الأمريكية كابلات دنمركية خاصة بالمعلومات للتجسس على مسؤولين كبار في السويد والنرويج وفرنسا وألمانيا، منهم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك، وزعيم المعارضة السابق في ألمانيا بيير شتاينبروك.

وحسب المصدر ذاته، جرى إبلاغ وزيرة الدفاع الدنماركية ترين برامسن التي تولت الوزارة في جوان 2019، بالتجسس في أوت 2020. وقالت الوزيرة للهيئة الإذاعية إن "التنصت المنهجي على حلفاء مقربين أمر غير مقبول".

وردا على طلب للتعليق على تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الدانمركية، قال متحدث باسم المستشارية الألمانية إنها لم تعلم بأمر المزاعم إلا عند سؤال الصحفيين عنها وامتنعت عن ذكر مزيد من التعليقات.

ويذكر أن تقارير صحفية في ألمانيا كانت قد كشفت في عام 2015 عن تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) على الوسط المحيط بالمستشارة الألمانية انغيلا ميركل وذلك بعد وقف أعمال التنصت على المستشارة نفسها.

وامتنع وزير الدفاع الدفاع الدنماركي ترين برامسن عن التعليق على "تكهنات" في وسائل إعلام بشأن أمور تتعلق بالمخابرات. كما امتنع متحدث باسم جهاز المخابرات الدفاعية الدنماركي عن التعقيب.

وفي واشنطن، لم ترد الوكالة بعد على طلب للتعقيب وأحجم مدير مكتب مدير المخابرات الوطنية عن التعليق.

وتستضيف الدنمارك، الحليف المقرب من الولايات المتحدة، عدة محطات إنزال لكابلات الإنترنت البحرية من وإلى السويد والنرويج وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة.

 

*DW