قال الأستاذ المحاضر في معهد الصحافة وعلوم الأخبار والباحث في الميديا الصادق الحمامي إنّ منصّة فيسبوك ليست منصة محايدة ولها سياسات معيارية ومبادئ ترتكز عليها يوقّع عليها المستخدمون بمجرّد احداث حساب عليها.
وفي علاقة بالأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة وتدخّل فيسبوك في المحتوى الذي يشاركه المستخدمون وخاصة في المنطقة العربية، قال الحمامي إنّ فيسبوك يتعامل مع القضية الفلسطينية ضمن جملة من المبادئ عبر استخدام ما يعرف بالخوارزميات.
وأشار إلى أنّ شركة فيسبوك تلتزم بالسياسات الخارجية التي تعتمدها الإدارة الأمريكية، وذكر في هذا الخصوص أنّ المنصّة تتعامل مع المنظّمات التي تصنّفها الولايات منظمات ارهابية على ذلك الأساس.
وأضاف في نفس السياق أنّ هناك امكانية كبيرة ان تقوم فيسبوك بإدراج الصهيونية ضمن العبارات المحمية على أساس أنّها تحيل على خطاب الكراهية، مشيرا إلى وجود مساع وضغوط من قبل عدد من المنظّمات الفلسطينية لعدم ادراجها ضمن العبارات المحمية لأنّ هذه الخطوة لو تمّت ستحرم الملايين من الحديث عن الإستيطان والإحتلال الصهيوني.
وقال الحمامي إنّ ما يهم شركة فيسبوك في المقام الأول هو الرأي العام الأمريكي، المساند عموما لإسرائيل.
واعتبر أنّ الرأي العام العربي غير مؤثّر على فيسبوك، لأن السياسات الحكومية العربية لا تتأثر بالرأي العام والحملات التي نراها على منصّة فيسبوك لم تؤثر في قرار الحكومات .
وأضاف أن فيسبوك لا تنظر للدول العربية كدول مؤثرة، على عكس الدول الأوروبية التي لا تترّد في فرض خطايا عليها لإلزامها بقوانين بلدان هذه المنطقة والحدّ من تأثيرها في المجال السياسي خصوصا.
أمّا الصين فقد قررت حظر استخدام هذه المنصات وقامت بإنشاء منصّاتها الخاصة، فيما أجبرتها أستراليا على دفع أموال لوسائل الإعلام لأنّ فيسبوك استحوذت على جزء من مداخيلها الإشهارية.
ويرى الصادق الحمامي أنّه يتعيّن على الحكومة التونسية أن تدخل في نقاشات مع منصّة فيسبوك من أجل الضغط عليها وتنظيم تأثيرها في الحياة السياسية.
وأشار إلى أنّ فيسبوك يؤثّر على الحياة السياسية من خلال تكريس الإستقطاب السياسي حيث "يعرض عليك ما يستهويك وما يشبهك أو ما يعبر عنه بغرف الصدى وتجد نفسك حبيس هذا الأمر وتصبح الحقيقة كما تراها في فيسبوك ويمنع التنوع"