عاشت قرية الأطفال فاقدي السند بالمحرس حدثا ممزيا بعدما تمكّنت مؤخرا بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بتونس واللّجنة الدولية للصليب الأحمر من إيصال طفل من سيريالون لعائلته البيولوجية بعد فراق دام ثلاثة أعوام.
وقرية الأطفال بالمحرس في ولاية صفاقس هي واحدة من أربع قرى تابعة للجمعية التونسية لقرى الأطفال التي تتعهد بالأطفال فاقدي السند وتوفر لهم الرعاية الصحية والتربوية اللازمة وتدعم عائلاتهم المعوزة للتكفل بهم.
حدث استثنائي
وقال المدير الوطني للجمعية فتحي معاوي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن قرية الأطفال بالمحرس عاشت حدثا استثنائيا بعد إيصال هذا الطفل القاصر لأمه وأبيه بعدما تم إيوائه طيلة 3 سنوات إثر نجاته بأعجوبة من الغرق.
ونجا هذا الطفل سنة 2019 من الغرق في عرض البحر قبالة السواحل التونسية بعد تحطم زورق يقل عشرات المهاجرين غير النظاميين قادمين من ليبيا ومتجهين إلى السواحل الإيطالية مما تسبب في غرق العديد منهم.
وقال معاوي إن الطفل كان عمره آنذاك 3 سنوات وقد كان محظوظا لنجاته من الغرق بفضل تدخل حرس السواحل البحرية التونسية، مفيدا أنه تمّ إيوائه بقرية الأطفال بالمحرس بعد إرساله من قبل المنظمة الدولية للهجرة.
وتلقى الطفل الإحاطة النفسية والصحية والتربوية اللازمة إلى حين التعرّف على هوية عائلته البيولوجية بعد جهود كبيرة، وفق معاوي.
رحلة
وتكفلت المنظمة الدولية للهجرة بمصاريف رحلته إلى عائلته في سيراليون (جنوب غرب إفريقيا).
وتتعهد قرية الأطفال بالمحرس حاليا بـ 58 طفلا و80 شابا وشابة من فاقدي السند بالإضافة إلى ما تقدمه من دعم مادي لـ420 طفلا ينتمون إلى 170 عائلة معوزة في محيط القرية من أجل مساعدتها على تربيتهم.
وتشرف الجمعية التونسية لقرى الأطفال على 4 قرى (قمرت، محرس، أكودة، سليانة) وهي تضم 450 طفلا من فاقدي السند العائلي فضلا عن دعمها قدرات عائلات معوزة تضم 1100 طفل حتى لا يتخلوا عنهم.
وأطلقت الجمعية حملة لجمع التبرعات على مواقع التواصل الاجتماعي تمتد إلى غاية 13 جويلية المقبل بهدف جمع 1 مليون دينار عن طريق الإرساليات القصيرة على الرقم 85510 لتمويل جزء من تدخلاتها وأنشطتها.
(صورة تعبيرية)