أي جدوى لبعث قنوات تربوية تلفزية في عصر الديجيتال؟‎

انطلق صباح الإثنين 12 أفريل 2021، بث القناة الوطنية التربوية لتقديم دروس لمختلف شعب الباكالوريا، بمقر التلفزة الوطنية التونسية .وهي قناة ضمن باقة القنوات التلفزية التونسية .

انطلاق بث هذه القناة خلق جدالا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي صفوف المهتمين بالشأن التربوي والإعلامي حول الجدوى من بعث هذه القناة في عصر الديجيتال الذي يتيح تفاعلية أكثر وسهولة في الوصول إلى المتقبلين أين ما كانوا.

المشرف على مشروع القناة التربوية مختار الخلفاوي أفاد لموزييك بأن فكرة بعث قناة تربوية تقدم خدمة بيداغوجية للتلاميذ عززتها ظروف التدريس في ظل الظرف الوبائي المتعلق بفيروس كوفيد 19 الذي اقتضى التوجه نحو التعليم عن بعد في فترات معينة من خلال الوسائط الرقمية والمنصات الالكترونية والموارد الرقمية.

هذه الصيغة والطريق الأولى لا تضمن تكافؤ الفرص لجميع تلاميذ الجمهورية مما استدعى التفكير في وسيط يحقق هذا التكافؤ في الفرص ويضمن استمرار المرفق التربوي في أداء عمله وهذا الوسيط هو البث التلفزي للدروس ،حسب تصريح الخلفاوي.

يضيف الخلفاوي أن فكرة البث التلفزي ، طرحها وزير التربية بخصوص ملف التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا وعلى اثر ذلك تم تشكيل لجان بيداغوجية وفنية وإدارية لبعث هذه القناة التي رأت النور في 12 أفريل 2021.

وهي قناة تم بعثها استئناسا بالتجارب المقارنة والإطلاع على تجارب الدول التي تمتلك منظومة تربوية متطورة ولديها قنوات تلفزية تربوية  منذ عشرات السنوات وحتى الدول في المحيط المغاربي والعربي كذلك تمتلك مثل هذه القنوات التربوية التفلزية على غرار المغرب والجزائر وليبيا والأردن والسعودية ومصر والعراق في حين أن تونس المعروفة بريادة منظومتها التربوية ليس لديها قناة تربوية عمومية مستقلة بذاتها.

 

الصحفي المختص في الإعلامية ومطور البرمجيات كمال الشارني ،اعتبر أن فكرة بعث قنوات تربوية عمومية ليست بالجديدة وتعود إلى فترة السبعينات والثمانينات باعتبار التقنيات التكنولوجية المتوفرة في ذلك الوقت وهي تقنيات عمودية تقوم على باث ومتقبل ولا تتيح جانبا من التفاعلية بين الطرفين.

وفي المقابل يبين الصحفي المختص في الإعلامية ومطور البرمجيات كمال الشارني أن التقنيات التكنولوجيا المتوفرة حاليا في عصر الديجيتال تتيح النقاش والتفاعل ولن تُبقي التلميذ أو الطالب سلبيا أمام قناة تلفزية لا يمكنه التفاعل معها أو تغييرها.

هل بالإمكان إقناع تلمذ بالبقاء ساعتين أمام قناة تلفزة ؟

ويشير الشارني إلى أننا نعيش في عصر الجيل الخامس للأنترنت  5Gوهو جيل تفاعلي ويسمح لكل شخص بإمتلاك قناته الخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وهي قنوات تفاعلية وتتأقلم مع تقدم المستوى الدراسي  وبإمكانها مسايرة التلميذ في التعليم.

ويضيف كمال الشارني بأنه من الصعب اليوم إقناع تلميذ بالبقاء لمدة ساعتين أمام قناة تلفزية لتلقي درس تربوي بطريقة سلبية في ظل عدم قدرته على طرح الأسئلة والتفاعل مع المدرّس.

ويشدد الشارني على أن هذه القناة ستكون في منافس  شرسة مع وسائل التواصل الاجتماعي التفاعلية والمشوقة والتي تتأقلم مع طرق التلاميذ في التعلّم.

ويبين مختار الخلفاوي أن مشروع القنوات التربوية على وعي بضرورة استعمال الوسائط الالكترونية والرقمية في التعليم عن بعد من خلال ما توفره المنصات الالكترونية من موارد تربوية إلا أن التشخيص الذي انطلقت منه فكرة بعث قناة تلفزية تربوية يفيد بأن النفاذ إلى شبكة الانترنت وامتلاك تجهيزات الكترونية في حدودها المقبولة ليست مشاعة بين الجميع.

60 بالمائة فقط من تلاميذ الثانوي والاعدادي يمتلكون هواتف ذكية

ويضيف الخلفاوي بأن الأرقام التوفرة تفيد بإمتلاك 60 بالمائة فقط من تلاميذ الثانوي والإعدادي للوحات إلكترونية أوهواتف محمولة ذكية أوحواسيب وهي نسبة أقل في مستوى امتلاك تلاميذ الابتدائي لتجهيزات الكترونية تتيح لهم النفاذ إلى شبكة الانترنت.

ويفيد المشرف على مشروع القناة التربوية العمومية مختار الخلفاوي بأنه بناء على هذا التشخيص وفي إطار ضمان مبدأ تكافؤ الفرص تم التوجه نحو البث التلفزي وعدم الاقتصار على شبكات التواصل الاجتماعي والاكتفاء بها  خصوصا وأنه لا يخلو منزل عائلة تونسية باختلاف الشرائح الاجتماعية ،من جهاز تلفاز.

وشدد الخلفاوي على ضرورة إضافة الصبغة التفاعلية للدروس التي تقدمها القناة التربوية بهدف الخروج من الرتابة التي تخلقها الدروس حضوريا في القسم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي واليوتيوب مؤكدا أن فريقا تقنيا يعمل على توفير كل الدروس من خلال هذه الوسائط الالكترونية عبر شبكة الانترنت.

*كريم وناس