كيف يمكن إخراج السفينة العالقة في قناة السويس؟

باتت 34 سفينة على الأقل، تحمل 379 ألف حاوية بطول 20 قدماً، عاجزة عن التحرك عبر قناة السويس في أي من الاتجاهين اعتباراً من بعد ظهر يوم الأربعاء 24 مارس، وفقاً لبيانات شركة الخدمات الإلكترونية اللوجستية Project44. وتعد قناة السويس بوابة لحركة البضائع بين قارتَي أوروبا وآسيا، ومرَّ عبرها أكثر من 19 ألف سفينة في عام 2019، أي ما يعادل 1.25 مليار طن من البضائع، لذلك فإن الانسداد الحالي بمجرى القناة  بسبب جنوح السفينة "إيفرغيفن"الذي أوقف حركة السفن، من المحتمل أن تكون له تداعيات جسيمة على التجارة العالمية. 

يقول الخبراء إن إخراج هذه السفينة قد يستغرق بعض الوقت، إذ ليس من السهل تخليص سفينة شحن عملاقة من هذا الحجم. ويقول القبطان مورغان مكمانوس، قائد سفينة التدريب في الكلية البحرية بجامعة ولاية نيويورك الأمريكية وأحد قباطنة السفن الذين عبروا القناة ما لا يقل عن ست مرات، إنه أمر غير معتاد -بل حتى لم يُسمع به من قبل- أن تعلق السفن بين ضفتي قناة السويس على هذا النحو.
 

ومن المرجح أن تتضمن علمية تخليص السفينة "إيفر غيفن" المزيد من الحفارات والكرّاكات. وعادة ما تحتوي سفن الشحن على خزانات صابورة ضخمة، ومقصورات مملوءة بالمياه للحفاظ على استقرار السفن. ويقول القبطان جون كونراد، مؤسس موقع gCaptain.com المعنيّ بإصدار نشرات لتجارة الشحن العالمية، إن الطاقم من المحتمل أن ينقل الماء إلى قوس السفينة (الجزء الأمامي من بدن السفينة). 

وبعد ذلك، عند ارتفاع المد، ستحاول قوارب القطْر ذات القدرة العالية دفعَ السفينة أو سحبها من موقعها. أما إذا لم يفلح ذلك، فيقول مكمانوس إنه سيحين عندها وقت الرافعات. إذ يمكن لرافعة البوارج سحب الحاويات من السفينة التي تبلغ حمولتها 200 ألف طن، للمساعدة في تخفيف الحمل وتسهيل عملية تعويمها والمناورة بها. لكن الصور المتداولة تشير إلى أن السفينة قد تفتقر إلى أماكن مناسبة على متنها لوضع رافعة أو نقل الحاويات بأمان. لذلك يخلص مكمانوس إلى أن "الأمر سيكون شديد الصعوبة".
ويضيف مكمانوس: "فكما يقال دائماً: الشيء الذي يقع، يقع في أسوأ الأماكن الممكنة وأشدها تسبباً للضرر [قوانين مورفي]، وهذا أمر سيئ للغاية". 

في غضون ذلك، يتعيّن على أطقم العمل الحذر من حدوث شقوق في بدن السفينة، والتي يمكن أن تحدث مع احتكاك السفينة بالصخور أو اختراقها لها. كما يمكن أن تؤدي محاولات تخليص السفينة إلى الأمر نفسه. ويقول مكمانوس: "لقد صُممت السفينة بحيث تطفو على الماء، وليس على الأرض، لذا فإن الضغط على نقاط الضعف في أجزاء مختلفة من السفينة يمكن أن يُلحق الضرر بقوسها". وإحدى أسوأ النتائج التي قد يفضي إليها ذلك: تسرُّب الوقود من السفنية إلى القناة، ما قد يحتاج معه الأمر إلى عملية تنظيف طويلة ومكلفة.

وبغض النظر عما سيحدث أثناء جهود تخليص السفينة، يتعين نقل السفينة "إيفر غيفن" إلى مكان آخر، وتثبيتها وفحصها من قبل الغواصين قبل السماح لها بمواصلة رحلتها إلى شمال أوروبا. ويقول هنري بايرز، الخبير في شؤون التجارة البحرية، إن سجلات الحجز الخاصة بالسفينة توضح بالتفصيل بعض البضائع التي تحملها، والتي تشمل: ملابس أطفال، وملابس رياضية للرجال والأولاد، وإطارات تعمل بالهواء المضغوط، وأجهزة كهربائية، وشحنة من نبات الزنجبيل، وغيرها من البضائع.

في المقابل، قد يثير الحادث تساؤلات جديدة حول صناعة شحن الحاويات برمتها، والتي تنقل 90% من البضائع في العالم، وسفنها العملاقة في تزايد مستمر. وكان الطلب على شحن البضائع عن طريق البحر قد ارتفع خلال جائحة كورونا، وارتفعت أسعار الحاويات الفارغة التي تنتقل من الصين إلى شمال أوروبا بأكثر من 400%. 

وبناءً على ذلك، لجأت خطوط الشحن إلى تحميل السفن العملاقة، من نوعية "إيفر غيفن"، بأرقام قياسية من الحاويات. ومن ثم، بدأت السفن في مواجهة بعض المشكلات. وفقدت الصناعة نسبة أكبر من فاقدها المعتاد في البحر في أواخر عام 2020 وأوائل عام 2021 مقارنةً بالسنوات السابقة.

وعن ذلك يقول بايرز: "سنصل إلى نقطة تصبح فيها السفن ضخمة جداً، وتتحول إلى عبء" على مدار مسارها التشغيلي.

(عربي بوست)