أصدر رجل السياسة ورئيس الجمهورية السابق ورئيس البرلمان سابقا محمد الناصر كتابا يروي مذكراته بعنوان "جمهوريتان وتونس واحدة" عن دار "ليدرز" للنشر والتوزيع في 684 صفحة مرفقة ب88 صورة يجسد من خلالها محمد الناصر حكاية حياته ومساره السياسي وجزء مهما من تاريخه الذي تضمن شهادته لفهم الأحداث التي جدت في تونس على مدى الخمسين سنة الفارطة وقيام الجمهورية الأولى عقب الاستقلال ثم الجمهورية الثانية بعد ثورة 14 جانفي 2011.
هو طفل يتيم الأب بعمر الثامنة أصيل مدينة الجم وشبه معدوم ماديا، بإرادة تمكن من تحدي عديد العقبات الواحدة تلو الأخرى ليتمكن من النجاح في دراسته وبعدها الوصول إلى أعلى المراتب في الدولة التونسية، حيث تقلد منصب القائم بأعمال رئيس الجمهورية بعد وفاة الرئيس المرحوم الباجي قائد السبسي بصفته رئيس مجلس نواب الشعب آن ذاك وبحسب ما يقتضيه الدستور.
واستمر محمد الناصر في منصب رئيس الجمهورية مدة 90 يوما تمكن خلالها من تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لاوانها أفرزت فوز الرئيس الحالي قيس سعيد في أكتوبر 2019. وبهذا برهن رجل السياسة المخضرم محمد الناصر عن قدراته القيادية وكيف نأى بالبلاد من الذهاب نحو الفوضى بكل حزم ودون تردد.
كما يستعيد محمد الناصر في مذكراته التي أودعها لنا في هذا الكتاب كل مرحلة من مراحل حياته منذ الطفولة وبدايات الشباب وتنقله بين بوابة مدينة تونس والصادقية وخزندار بصفته قيما ومدرسا مقدما دروسا خلال فصل الصيف لأحد أبناء عائلة البايات وكيف تقلد منصب الوزير والسفير والعمدة ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
* هيبة خميري