اعتبر الباحث في علم اجتماع الشباب معاذ بن نصير أنّ الشارع في تونس ما بعد الثورة أصبح عنصرا جوهريا ومفصليا في كل المطالب والحركات الاجتماعية سواء كان ذلك من احزاب الحكم او المعارضة.
وقال بن نصير إن البعض قد يستغرب اختيار حركة النهضة النزول الى الشارع وهي حزب شريك في الحكم منذ 2011 الى اليوم، مفسرا هذا الخيار بسعيها الى إكساب حكومة هشام المشيشي نوعا من الشرعية الشعبية ودفعها موجة الشك الجماهيري في احزاب الحكم ما بعد الثورة، وخصوصا احزاب الحزام السياسي للحكومة وهي النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة التي تشهد نوعا من الانشقاق داخل تكتلها السياسي وقواعدها ليستقر الرأي على ترك النهضة منفردة في الشارع بهدف قياس حجمها الحقيقي الان وحجمها الانتخابي في 2024.
وبين بن نصير ان منطق النزول الى الشارع في ظل وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي متأزم هو منطق خيار التناحر والتنافس ما قبل انتخابات 2024 خصوصا في ظل موجة شك التي مست الاحزاب السياسية عقب الصعود الجماهيري القياسي لرئيس الجمهورية قيس سعيد.
واعتبر بن نصير ان نزول النهضة الى الشارع يمكن ان يؤشر الى اختيارها مبدأ التبارز مع رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي احتك في اكثر من مرة بالجماهير الشعبية في الشوارع بهدف قياس حجمها الجماهيري عقب تقلص قاعدتها الانتخابية والجماهيرية من قرابة 900 الف صوت سنة 2011 الى قرابة 220 الف صوت سنة 2019.
وقال بن نصير ان مسيرة النهضة المقررة غدا السبت 27 فيفري 2021 ستكون المرآة التي تعكس الصورة الحقيقية للجماهير والقاعدة الانتخابية للحركة في 2024 مشيرا الى عمل الحركة على تجييش قواعدها على وسائل التواصل الاجتماعي لحثها على النزول للشارع.
الحبيب وذان