أكد رئيس الكتلة الديمقراطية في البرلمان محمد عمار أن المعركة السياسية التي تعيش تحت وطأتها البلاد اليوم ليست معركة ايديولوجية تستهدف رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي كما تسوق لذلك بعض أطراف الحزام السياسي للحكومة وإنما المعركة أعمق من ذلك أساسها التدهور الاقصادي والاجتماعي الذي عاشته البلاد تحت حكم هذه المنظومة منذ عشر سنوات على حد قوله.
واعتبر عمار أن تخفيض الترقيم السيادي لتونس من قبل وكالة موديز للصنيف الائتماني الى "ب" سلبي 3 مع افاق سلبية يعني ان تونس وصلت اليوم إلى درجة عالية جدا من المخاطر للحصول على القروض وذلك بسبب تفشي الفساد بنسب كبيرة في اغلبية القطاعات.
ودعا إلى ضرورة مكاشفة الشعب عن حقيقة ارتباط الدولة بلوبيات الفساد وحمايتها لهم بمساندة سياسية من قبل الحزام السياسي لحكومة المشيشي وفق تقديره مؤكدا أن تلك هي المعركة الحقيقية للمعارضة مع الحزام السياسي للحكومة وهدفها بحث سبل استعادة السيادة الوطنية.
وشدد عمار على أنه لا توجد صيغة للانقاذ الا باسترجاع سيادة الدولة على مقدّراتها الداخلية والقضاء على الفساد ولوبياته مسانديه من السياسيين، معتبرا أن حكومة المشيشي فاقدة للارادة السياسية لانها تؤتمر بحزام سياسي يبحث عن تحقيق مغانهمه فقط بعيدا عن تحقيق العدالة في البلاد.
وتساءل عمار "هل كان للحزام السياسي لحكومة المشيشي، المتكون من بقايا نداء تونس وحركة النهضة وما يحوم في فلكها الذين يحكمون البلاد منذ عشر سنوات، القدرة سابقا على ادارة الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد؟" مضيفا انه "كلما اشتد عليهم الخناق الا ونادوا بالحوار وبالتالي تونس اليوم وصلت الى ازمة حقيقة لا يمكن الرجوع عنها بالحوارات البيزنطية".
كما دعا إلى ضرورة العمل على انفراج الازمة بتنازالات حقيقية حتى تأتي حكومة انقاذ جديدة تتخذ إجراءات ردعية جريئة مطالبا السياسيين بعدم التدخل والضغط الابتزاز مؤكدا ان ذلك هو الحل الوحيد المؤدي الى استرجاع البلاد سيادتها على مقدراتها الداخلية والتخفيض من الاقتراض الخارجي والعودة الى الانتعاش الاقتصادي تدريجيا.
الحبيب وذان