قال أستاذ العلوم السياسية حمادي الرديسي برنامج ميدي شو اليوم الأربعاء 24 فيفري 2021، إنّ تحديد مفهوم الشعبوية ضروري لتحديد إن كانت عابرة أو دائمة.
واعتبر أنّ الشعبوية في تونس ليست عابرة وستبقى لمدة معينة لأنّ الأزمة متواصلة، قائلا: ''الشعبوية هي السياسة السهلة ''.
وأضاف أنّ انتخابات 2011 كان عنوانها الإسلام السياسي وانتخابات 2014 كانت تحت عنوان الحداثية وانتخابات 2019 هي ببساطة انتخابات الشعبوية.
الشعبوية هي مدخل للدكتاتورية
وأوضح الرديسي أنّ الشعبوية هي حركة أو فكرة أو خطاب أو شخص وهي دليل على أنّ هناك انفصال بين شعب صاف ونخب فاسدة، فهما في القطيعة والهوة بينهما عميقة ما ينجرّ على ذلك عديد الانعكاسات السلبية.
وتابع: ''رغم العمل البيداغوجي والانتقادات اللاذعة للممارسات الشعبوية ومحاولة فضحها وإبراز أن الخطاب الهلامي هو في الحقيقة يخلق قطيعة بين الشعب مايزال خطر الشعبوية على الديمقراطية قائما.
وأوضح ضيف ميدي شو أنّ شعب الشعبوية هو الشعب صاحب السيادة المطلقة التي يمكن تفويضها والشعبوية مرتبطة بالديمقراطية لكنها في المقابل مدخل للدكتاتورية والرابط بينهما واضح، قائلا: ''وصف الهياكل المنتخبة على غرار الأحزاب السياسية بالخائنة وعدم تمثيلها للشعب في ظاهره مفهوم ديمقراطي لكنه مدخل للدكتاتورية لأن الشعب في حاجة إلى هياكل تمثّله والحملة ضدّ هذه الهياكل في داخلها حملة ضدّ الديمقراطية التمثيلية وبداية الدكتاتورية وإعطاء الكلمة الواحدة لصاحب الإرادة المطلقة ''.
وجود المحكمة الدستورية من عدمه غير مهم في هذه الحالة
إذا كانت الأطراف السياسية غير متشبّعة بالقيم والإجراءات القانونية وغير قادرة على صياغة خياراتها الفردية وأرائها السياسية فلن تخرج البلاد من أزمتها الحالية وحتى المحكمة الدستورية إن كانت موجودة فلن يكون لموقفها أي فرق لأنّ إجابتها كانت ستكون هي ذاتها إجابة الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين.
وقال إنّ القانون لن يغيّر جذريا من الوضع الحالي (خلاف بين رأسي السلطة)، في الوقت الذي الحل لهذه الأزمة بسيط وهو التوافق السياسي.
حان الوقت ليتقلّد قيس سعيّد جبّة رئيس الجمهورية
لابد على الأطراف التي تلعب ورقة الشعبوية أن تعي أنّه لابد من إيجاد حل توافقي سياسي للخروج من الأزمة وإذا غاب ذلك فالبلاد ذاهبة إلى صدام بين الأطراف السياسية وقد بدأ هذا الصدام يأخذ جانبا دوليا بلقاء رئيس الجمهورية قيس سعيّد بسفراء ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بالسفير الأمريكي، وهناك توجّس من الدول التي تتعامل معها تونس حول مآل الأزمة، معتبرا أنّ هناك قرارا داخليا لتدويل الأزمة.
ودعا ضيف ميدي شو رئيس الجمهورية إلى تقلّد جبّة رئيس الجمهورية لأنّ الشعب انتخبه لهذه المهمة، وفق قوله.
النهضة لم تستوعب شعبية عبير موسي
واعتبر أنّ الوضعية الحالية لا تشبه ما مرّت به تونس في 2013، لأنّه في تلك الفترة كان مشروع حركة النهضة والحركة السلفية ''دولة إسلامية في ثوب ديمقراطي''، وتصدى لهم المجتمع المدني لكن اليوم هيمنة النهضة تراجعت وأصبحت لا تشكل الخطر ذاته.
وبيّن في السياق ذاته، أنّ هناك جزءا من المجتمع معادي لحركة النهضة ويبحث عن من يمثله وذهب اليوم إلى الحزب الدستوري الحر وهو سر شعبية عبير موسي، وهذا الأمر لم تستطع النهضة استيعابه بعد لأنّه يمس من جوهر مصالحها.