سبعة عشر سنة مرت على تتويج المنتخب التونسي لكرة القدم بكأس الأمم الإفريقية التي نظمتها بلادنا و إنتهت بفوز نسور قرطاج بأول لقب في المسابقة. بعد سبعة عشر سنة، لازالت هناك أسرارا وخفايا لم تكشف و لا يعرفها الجمهور الرياضي في تونس، أسرار لطالما تشوّقت الجماهير لمعرفتها.
اليوم، و بعد سبعة عشر سنة، يعود اللاعب كريم حقي إلى تلك الخفايا و يروي لنا كيف عاش المنتخب تتويج كأس إفريقيا 2004 و التي كان فيها أصغر لاعب في مجموعة نسور قرطاج صحبة كريم السعيدي. مدافع المنتخب السابق كشف في حوار خاص بـ موزاييك بعض كواليس التتويج و تحدّث عن الستة مقابلات التي خاضها المنتخب قبل إعتلاء منصة التتويج الأغلى في تاريخ كرة القدم التونسية.
« 24 جانفي 2004، تاريخ أول مباراة في كأس إفريقيا، هو يوم إنتظرته سنة كاملة، لم أكن أعلم إن كنت سأكون متواجداً ضمن المجموعة أم لا.. عندي دخولي الملعب، كان الضغط كبيراً و كانت نكسة كأس إفريقيا 1994 في أذهان الجميع..»، هكذا وصف مدافع المنتخب المباراة الإفتتاحية ضد رواندا و التي كانت صعبة وفق تقديره.
عندما نتحدث عن كأس إفريقيا، يتذكر الجميع مباراة يوم الضباب، تلك المباراة التي فتحت أبواب الترشح إلى الدور النصف النهائي. كان ذلك يوم 7 فيفري 2004، و المنافس، منتخب السنغال، كان يحمل بصمة كأس العالم 2002 التي أدرك فيها الدور الربع النهائي. « كانت مباراة صعبة ضد نجوم مثل الحاجي ضيوف، حبيب باي، هنري كامارا و غيرهم..على الورق السنغال كان أفضل منتخب في كأس إفريقيا 2004، تمريرة زياد الجزيري و هدف جوهر المناري منحنا الترشح في مباراة كان من الصعب رؤية الكرة و اللاعبين بسبب الضباب..كانت مباراة أعصاب..»
في الدور النصف النهائي واجهت تونس منتخب نيجيريا التي تحدث عنها كريم حقي بإطناب. « ليلية مباراة نيجيريا سألني المدرب المساعد آنذاك نبيل معلول إن كنت جاهزاً أن ألعب في خطة ظهير أيسر نظراً لكون حاتم الطرابلسي كان جاهزاً و بسبب الشكوك حول مدى جاهزية كلايتون فأعلمته أنني أفضل البدء على البنك ثم الدخول أثناء المباراة.. في الاجتماع الفني الذي سبق المقابلة وجدت نفسي في قائمة التشكيلة التي ستبدأ المقابلة. كانت مباراة صعبة جدا، بعد هدف خالد بدرة كنت في وسط الميدان أبكي من شدّة الضغط.. »
مباراة النصف النهائي إنتهت في وقتها القانوني و الإضافي بالتعادل و كان لزاماً المرور إلى ضربات الجزاء من أجل تحديد المترشح إلى الدور النهائي. « قبل تسديد الضربة الرابعة، إقترح سليم بن عاشور أن أترك له ضربة جزاء الأخيرة و أن أعوّضه في تسديد الضربة الرابعة لكنني رفضت.. أذكر أن عصام جمعة و أيمن البلبولي كانا متواجدان في المدارج و أن عصام جمعة وصف لي كيف بكى بعد أن سجّلت هدف الترشح.. »
بقيت ضربة الجزاء تلك في الذاكرة، كانت ذكرى جميلة في تاريخ كرة القدم التونسية و في مسيرة كريم حقي، لكنها تركت أيضا جانباً سلبياً في حياة كريم حقي العائلية، « أصيبت والدتي بداء السكري بعد ضربة الجزاء تلك.. لن أنسى تلك اللحظة..»، تابع حقي في حواره مع موزاييك.
حقي تحدث أيضا في الحوار عن الأيام الثلاثة التي سبقت نهائي كان 2004 و عن الضغط الذي عاشه زياد الجزيري قبل تلك المباراة و عن الفرحة المنقوصة بعد التتويج.
الحوار كاملا في الفيديو التالي :