"لفّي لفّي"، هذا ما كتب على الغلاف الخارجي للعطر السوقي الذي يباع للعموم في تونس. "قوارص" أدت إلى هلاك 6 أشخاص وتسمم 53 آخرين، وفق ما صرح به المدير الجهوي الصحة بالقصرين عبد الغني الشعباني، اليوم الثلاثاء 9 فيفري 2021.
فاجعة أتت بضعة أشهر بعد فاجعة القيروان التي أدت فيها "القوارص" إلى هلاك سبعة أشخاص وتسمم أكثر من خمسين آخرين في حادثة مشابهة.
ما قلّ ثمنه وما ارتفعت "نشوته"
يقول، مراد(اسم مستعار)، 30 سنة، "لفّي لفّي" هو نبيذ الفقراء، ببضعة دنانير لا تتجاوز الثمانية على أقصى تقدير، يستطيع مستهلك "القوارص" أن ينتقل إلى النشوة بالسرعة القصوى. يفسر مراد طريقة استعمال القوارص التي أدمنها منذ عدة سنوات، حيث تمزج "اللفّي لفّي " بالماء أو بالمشروبات الغازية أو بالعصير في أفضل الأحوال وتشرب وتنتهي الحكاية. مراد يفكّر اليوم في التخلي عن هذا المشروب السام بعد تواتر الأخبار حول وفاة عدد من مستهلكي "القوارص".
هل تقف "المكوخرة" وراء الفاجعة؟
من جانبه، طرح كاهية المدير الجهوي الصحة بالقصرين ناصر المحمدي، فرضيات عديدة لسبب التسمم الذي عاشت على وقعه القصرين منذ أكثر من 48 ساعة.
الفرضية الأولى تحمّل مادّة "المكوخرة" مسؤولية كارثة "القوارص"، وفق المصدر ذاته. يشدّد المحمدي على أن الضحايا قد شعروا بفقدان البصر كأول علامات التسمم واشتكوا بعدها من مضاعفات خطيرة على مستوى الكلى، وهو ما يؤكد أن التسمم ناتج عن مواد كيميائية لا تتعلق بالكحول لأنه يصيب الكبد.
أشار المحمدي إلى أن الفرضية الثانية الممكنة للتسمم تتعلق بمواد كيميائية جديدة تم استعمالها من المصدر الرئيسي ل"اللفّي لفّي".
وشدد على أن التحاليل التي تجرى بمخابر وزارة الصحة هي الكفيلة بتأكيد إحدى الفرضيتين.
إمرأة في قفص الإتهام
من ناحية أخرى، أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الإبتدائية بالقصرين رياض النويوي، في تصريح لموزاييك اليوم الثلاثاء 9 فيفري 2021، إلقاء القبض على مشتبه بها في قضية "القوارص" السامة بعد التنسيق بين قوات الأمن في القصرين وقفصة.
وأشار إلى أن المشتبه بها ستمثل أمام قاضي التحقيق المكلف بالقضية لاستكمال الأبحاث معها.
يشار إلى أن الوحدات الأمنية كانت قد داهمت منزل المشتبه بها يوم الأحد الفارط، ولم تعثر على ما يشير إلى صنعها لمواد قد تتسبب في هذا التسمم.
مشتبه بها لاحقتها أصابع الإتهام للإشتباه في كونها أضافت موادا سامة للقوارص وروجتها لعدد من الموزعين الذين باعوها بدورهم لعدد من المحلات التجارية في عدد من الأحياء الشعبية بمدينة القصرين.
برهان اليحياوي