سياسة

رئيس الحكومة: يجب الإصغاء لصوت الشّباب الغاضب قبل فوات الآوان

شدد رئيس الحكومة هشام المشيشي في  افتتاح جلسة منح الثقة لـ11 وزيرا مقترحا في التحوير الوزاري الأخير بمجلس نواب الشعب الثلاثاء 26 جانفي 2021، على أن التحدّيات التي تواجهها البلاد اليوم حقيقيّة وعميقة، والصّعوبات على درجة من الخطورة أصبحت تهدّد ديمومة وكيان الدّولة.

وأضاف "لن يكون من الهيّن تجاوزها في ظرف وجيز. فنحن نعاني من أزمة هيكليّة تفاقمت على امتداد السنين وتشعّبت بدرجة معقّدة وتأخّرت فيها إرادة الإصلاح الحقيقية والمسؤولة لتفسح المجال أمام الخطاب الشعبوي الّذي يسعى أصحابه إلى تسويق الأوهام وتسجيل النقاط السياسوية وافتعال المعارك الزّائفة التي فصلها الدستور والتي لم تعد تعني لشعبنا ولا لشبابنا شيئا، شبابنا أصبح ينفر العمل السياسيّ والجمعيّاتي ووجد لنفسه تعبيرات بديلة، تدلّ على نفاذ صبره وعلى تأخّر تحقيق إنتظاراته المشروعة لا سيما في التشغيل والتنمية، تعبيرات آن الأوان لكي نفكّ شفراتها بكلّ تواضع وموضوعيّة  لنلبّي تطلعاته دون انتظار أو تأخير".

وتساءل رئيس الحكومة "أين نحن من استحقاقات ثورة 17 ديسمبر – 14 جانفي التّي احتفلنا منذ أيّام على مرور عشرة سنوات على اندلاعها ؟ ثورة حرّرت أصواتنا بدماء شهدائها الزكيّة والذّين نترحّم عليهم ونحسبهم في جنّات الخلد، فأصبحنا نصدع بما كانت تخفيه صدورنا، واسترجعنا حقوقنا في المواطنة، وقطعنا مع سياسة الخضوع وطأطأة الرأس المذلّة؟".

وقال "ثورة قامت من أجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية، لكن وبالرّغم من مناخ الحرّية الذّي أصبحنا نعيشه إلاّ أنّنا لم نتناول مشاغل ومطالب الشعب بعمق، ولم تتحقّق مطالب الشباب وطموحاته المشروعة من شغل وتنمية وعدالة إجتماعية، فالقدرة الشرائية للمواطن تراجعت والطبقة الوسطى انهارت وازدادت الجهات المهمّشة تهميشا، وإتّسعت رقعة الفقر والعمل الهش".  

وأقرّ هشام المشيشي أن التجاذبات السياسية والسياسوية التي طغت منذ عشر سنوات زادت في عمق الهوة بين التونسيين والنخبة الحاكمة، فتعمّق بذلك الشعور لدى التونسيين بالتهميش وبتخلي الطبقة السياسية عن قضاياهم وعن مشاغلهم وطموحاتهم.

وأكّد أنّ "المطلوب اليوم، وقبل فوات الأوان، هو الإصغاء لصوت الشّباب الغاضب بصدق، والعمل بجدّ وبعقيدة صادقة، على إيجاد الحلول الجذرية والمستدامة لمشاكله، لان التحريض على التدمير والفوضى واستعمالها كوسيلة ضغط من جهة، والتجاهل للمطالب وإنكارها من جهة أخرى، كلها لا تنفع شيئا بل تدمر بلدا أفنى روّاده أعمارهم في بنائه".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock