بين الباحث في الشؤون السياسية وتاريخ الإقتصاد أيمن بوغانمي أن جل البلدان التي فرضت قيودا على الحركة لمجابهة وباء كورونا شهدت تحركات إجتماعية لكن التحركات المرفوقة بالعنف التي شهدناها مؤخرا في تونس قد تكون إستثناء تونسيا، وفق تقديره.
وقال إنه "من الواضح وجود أطراف تسعى إلى العودة الى حالة من الفوضى التي يعتبرونها تؤسس لفشل نظام الحكم الحالي وتثب عجز الحكام الحاليين وهو تفسير سياسي لكن الأسباب الإقتصادية والإجتماعية قد تفسر الظاهرة غير أنه لا وجود لأي وسيلة يمكنها تبرير الخروج عن القانون والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وهو ما يعكس حالة من عدم الإنضباط وعدم قدرة الدولة على فرض سلطتها" وفق تقديره.
ودعا بوغانمي كل من يريد إستغلال هذه الاحداث سياسيا الى العودة الى الجادة وعدم تبرير التحركات الليلية أو تشجيعها، معتبرا أن معظم التحركات تندلع بشكل عفوي لكن المشكل يكمن في "العدوى" بانتقال الصورة والمعلومة التي تساهم في ظهور تحركات أخرى في جهات مختلفة من البلاد.
واستبعد بوغانمي أن تكون هذه التحركات الليلية المتزامنة في مختلف أرجاء البلاد عمليات محبوكة ومدبرة ومنسقة لكن دعمها على مواقع التواصل الاجتماعي حولها الى ظاهرة في عديد المناطق التونسية.
وقال بوغانمي إنه لا يمكن تسمية التحركات الليلية "احتجاجات" لما للكلمة من مشروعية بل هي عمليات سلب وسرقة ونهب وسطو على الممتلكات الخاصة والعامة داعيا الى الاحتجاج في وضح النهار اذا كانت المطالب مشروعة خصوصا وان تونس ليست تحت الديكتاتورية والقانون يضمن حق الاحتحاج مشددا على اعتبار ان من يحتج ليلا هدفه السرقة والنهب لا رفع مطالب مشروعة وفق تقديره.
وبين بوغانمي ان بعض الاطراف تدفع في اتجاه اضفاء مشروعية على التحركات الليلية وتطويرها لتصبح حاملة لعناوين كبرى على غرار التحركات غير المؤطرة في بداية احداث الثورة سنة 2010 وهو قياس خاطئ خصوصا وانه لا وجود لمشروعية او مطلب يمكن ان يتوحد حوله التونسيون غير انه قد يحصل ذلك عن غير قصد خاصة اذا تواصلت الإحتجاجات وتسببت في اضعاف الامن وخروج الامور عن السيطرة.
واستبعد بوغانمي حصول ذلك في ظل انضباط قوات الامن واستعداد القوات العسكرية لمعاضدة مجهوداتها، غير انه لا يمكن استغراب حدوث اي شي في ظل الفقر والتهميش والبطالة التي تعاني منها الكثير من مناطق البلاد وشبابها وتزامن ذلك مع تأثيرات جائحة كورونا والخسائر التي تسببت فيها للاقتصاد عامة ولقدرات العائلات والفئات الاكثر هشاشة والاضعف على وجه الخصوص وهي فئات لا تقوى على توفير مستلزماتها اليومية الا بالعودة الى العمل وقق تقديره.
واعتبر بوغانمي ان "البطون الجائعة ليس لها اذان" داعيا الى ضرورة بحث حلول للموازنة بين المسألة الصحية والمسألة الاقتصادية الاجتماعية.
الحبيب وذان