فيلم 'باي الشعب'.. الثورة الموؤودة وما لم يغفره الصادق باي لبن غذاهم (فيديو)

تم مساء الاثنين 11 جانفي بمدينة الثقافة، عرض الفيلم الوثائقي "باي الشعب" من إخراج أمان الغربي وسماح الماجري وسيناريو شاكر بوعجيلة، ومن تنفيذ شركة "فولك ستوريز كومباني" وإنتاج الجزيرة الوثائقية.

 

يوثق الفيلم سيرة أشهر ثورة في تاريخ تونس الحديث، ثورة "علي بن غذاهم" الذي تمكن من توحيد القبائل والمدن والقرى وكاد أن يهزّ عرش الصادق باي.

تمتد أحداث الفيلم من سنة 1864 إلى 1867، وهي المدّة الزمنية لثورة بن غذاهم، ويصوّر الفيلم مسيرة الزعيم القبلي وثورته على ظلم البايات وتعسفهم الجبائي الذي أفقر سكان الإيالة.

تحرّكٌ أفرز شخصية "بن غذاهم" الذي تزعم الثورة وتحدث بإسم المفقرين، مما جعلهم يطلقون عليه تسمية "باي الشعب"،. 

تلك التسمية التي لم يغفرها له الصادق باي وكلفته أشكالا فظيعة من التعذيب والتنكيل إلى أن أتت على حياته وكان ذلك ليكون عبرة لكلّ من تحدثه نفسه بالثورة أو بالخروج عن الطاعة.

استند الفيلم إلى مجموعة من الخبراء والباحثين والمؤرخين الذين أدلوا بشهاداتهم في الموضوع على غرار الهادي جلاب، مدير عام الأرشيف الوطني، الباحثة في التاريخ الحديث آمال محفوظ، التليلي العجيلي،أستاذ التاريخ المعاصر، حياة عمامو، أستاذة تاريخ اسلامي، ليلى تميم البليلي، أستاذة تاريخ حديث ومعاصر وغيرهم. 

كما استند إلى مشاهد تمثيلية، حاولت أن تعيد أحداث الثورة بأزمنتها وشخوصها على غرار الصادق باي، علي بن غذاهم، مصطفى خزندار، أحمد زروق باي الأمحال، أحمد ابن أبي الضياف الذي اشتغل على توثيق الأحداث في كتابه "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك".

وقد صورت الأحداث بين قصر  باردو وجبال طرزة وقبيلة ماجر وغيرها.

هناك نقاط عدّة تجمع ثورتي تونس القديمة والحديثة، ولعل هذا الفيلم جاء للتذكير بأنّ الحاضر متشابه إلى حدّ بعيد مع ما يوازيه في الماضي، وبالتالي فإنّ استخلاص الدروس والعبر قد يمكن الشعوب من المضي قدما في مساعي التغيير، وهو تأريخ لحظة مفصلية من تاريخ تونس الحديث.

ولعل ترديد الجماهير لاسم علي بن غذاهم والقائد فرج بن دحة في ثورة 14 جانفي خير دليل على سكون رمزية هذين البطلين في ذهنية التونسيين.

* نوال بيزيد