جهوية

بعد عقد من الثورة: القصرين… مشاريع لم تنجز وتذيّل ترتيب مؤشر التنمية

احتفت القصرين اليوم الجمعة 8 جانفي 2021 بالذكرى العاشرة ليوم الشهيد، يوم يدغدغ الذاكرة ويلعب على أوتارها ليذكّر من عاش الثورة ومن مر بجانبها بيوم العصيان بملاحم مدينتي تالة والقصرين.

كان يوم 8 جانفي 2011 يوم الشهداء بامتياز، أطلقت فيه النيران بقسوة على المحتجين الذين حسموا في نظام جوّعهم. يومٌ اقتلعت فيه صور الرئيس السابق بن علي من على المؤسسات العمومية والخاصة ليُخلع من المدينة قبل موعد تنحيه عن حكم الجمهورية التونسية.

عشر سنوات بعد سقوط عشرين شهيدا من أبناء القصرين، مازالت ربح الدشراوي أم شهيد الثورة صلاح دشراوي، تطالب في تصريحها لموزاييك بالتنمية للجهة وبضبط القائمة النهائية لشهداء ثورة 2011، وسط تظاهرة باهتة غاب عنها الحضور الوزاري الذي لم يتعود الغياب عن الاحتفاء بيوم الشهيد بالقصرين منذ سنة 2012.

وقال والي القصرين عادل المبروك في تصريحه لموزاييك، إن الوفاء للشهداء يكون عبر المنجز التنموي وما انطلاق الأشغال في مستشفى تالة يوم غد الجمعة إلا دليل على ذلك.

منجز تنموي بقي ضعيفا للغاية، وفق المؤشرات التي تحصلت عليها موزاييك من الإدارة الجهوية للتنمية بالقصرين، حيث أكد المدير الجهوي للتنمية محمد الشعباني أن مؤشر التنمية الجهوية في القصرين في حدود 0.388 ما جعلها تحتل المرتبة الأخيرة وفق احصائيات شهر سبتمبر من سنة 2020.

وأشار إلى أن القصرين احتلت المرتبة 22 في مؤشر جودة الحياة ب1.18.

مؤشرات انعكست على نسبة البطالة التي بلغت 22% ونسبة الفقر التي تفوق 30% ونسبة البطالة لدى أصحاب الشهادات العليا التي تجاوزت ال40%.

كل هذه المؤشرات السلبية دفعت الحكومات المتعاقبة، قبل الثورة وخصوصا بعدها، إلى رصد مشاريع عمومية لولاية القصرين، مشاريع لم تغير المشهد الاجتماعي والاقتصادي للجهة، ففي المخطط  الرباعي التنموي بين سنتي 2016-2020 لم تتجاوز نسبة إنجاز المشاريع المرصودة للقصرين ال19% بكلفة تناهز ال137,8 مليون دينار بسبب غياب التمويلات اللازمة للمشاريع، وفق الإدارة الجهوية للتنمية. في الوقت الذي بلغت فيه نسبة انجاز مشاريع ما قبل 2015 ال75% بكلفة قُدّرت ب739,5 مليون دينار، وفق المصدر ذاته.

وبلغت عدد المشاريع المعطلة بالقصرين ال19 لتشمل قطاعات عديدة، أهمها قطاع الصحة العمومية التي تعاني مشاريعها  من عدم خلاص الدولة للمقاولين وحددت قيمة مشاريع الصحة المعطلة ب35 مليون دينار، حسب الإدارة الجهوية للتنمية بالقصرين.

مع مرور السنوات بعد تاريخ الثورة  الثورة التي ارتفع فيها سقف الأمنيات في جهة كان تحركها حاسما لحسم مسارها، وبين مؤشرات مركبة ومعقدة وفي وضع أمني ملتبس مع تعلق الظاهرة الإرهابية بمرتفعات القصرين، مازال يوم الشهيد يذكّر في كل مرور له، بما قدّمته جهة ظُلمت قبل وأثناء وبعد الثورة…

 

*برهان اليحياوي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock