2020 في تونس… سنة الأزمات: حوصلة (صور)

أحداث كثيرة جدّت على الساحة الوطنية التونسية خلال العام 2020، منها مشاورات تشكيل 3 حكومات تداولت على القصبة خلال عام واحد وغيرها من الأحداث الصادمة كملف النفايات الإيطالية وعدد من الوفايات في ظروف مأساوية… أحداث كان لها بالغ الأثر على التونسيين تزامنا مع وباء كورونا الذي عصف بكلّ المخططات وألقى بظلاله على جميع القطاعات. 2020 سنة يمكن اختزال تفاصيلها تحت عنوان ''سنة الأزمات''.

في ما يلي نستعرض أهم الأحداث الوطنية في 2020:

جانفي: رئيسا حكومة في شهر واحد

بدأت سنة 2020 على المستوى السياسي يوم 2 جانفي بإعلان المكلف بتشكيل الحكومة الحبيب الجملي عن فريقه المكوّن من 28 وزيرا ووزيرة و15 كاتب دولة وعرضها على البرلمان في 10 جانفي لكنها لم تنل الثقة  واستنادا على ذلك تم تفعيل الفقرة 3 من الفصل 89 من الدستور حيث يقرر رئيس الجمهورية بالتشاور مع الأحزاب تكليف شخصية لتشكيل حكومة جديدة وفي 20 جانفي أعلن سعيد عن اختيار إلياس الفخفاخ لهذه المهمة. وانطلق هذا الأخير في 22 جانفي في مشاورات تشكيل حكومة اختارها أن تكون سياسية مصغرة.

فيفري: حكومة الفخفاخ تنال الثقة وسعيد في أول زيارة رسمية إلى الخارج

أدى رئيس الجمهورية قيس سعيد زيارة إلى الجزائر في أول زيارة رسمية له الى الخارج يوم 2 فيفري.

وعرف ديوان سعيد استقالة ثانية حيث استقال مستشاره عبد الرؤف بالطبيب يوم 4 فيفري وبعد 3 أيام تم إنهاء مهام مندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة ومجلس الامن المنصف البعتي.

وبعد يوم من عرضه للأسماء المقترحة لتولي حقائب وزارية على الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الفخفاخ يعلن عن تشكيلة حكومته المتكونة من 29 وزير وكاتبي دولة مستقلين ومتحزبين في 15 فيفري والتي نالت ثقة البرلمان يوم 27 فيفري بحصولها على 129 صوتا ليستلم رئاسة الحكومة في 28 فيفري.

 

مارس: فيروس كورونا يحط في تونس ويفرض حجر صحي شامل 

بعد أيام من تولي حكومة إلياس الفخفاخ الحكم وزير الصحة عبد اللطيف المكي يعلن يوم 2 مارس تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في تونس لمواطن عائد من إيطاليا ليتقرر بعد يومين من هذا الإعلان إيقاف الرحلات القادمة من جنوة.

ولم تتنفس الحكومة الصعداء بعد هذا الخبر لتستفيق تونس في 6 مارس على خبر عملية إرهابية أمام السفارة الأمريكية بالعوينة تفاصيلها قيام ارهابيان كانا على متن دراجة نارية مفخخة بتفجير نفسيهما بإستخدام حزام ناسف مما أدى إلى استشهاد أمني وإصابة 4 آخرين ومواطنة.

عرفت تونس خلال شهر مارس تطورات في الحالة الوبائية وللحد من تفشي فيروس كورونا المستجد أقر وزير الصحة في 9 مارس تقديم العطلة المدرسية بالنسبة للتلاميذ والطلبة لتنطلق يوم 12 مارس عوضا عن 16 مارس ورئيس الجمهورية يعلن في 20 مارس غلق المناطق الصناعية الكبرى ومنع التنقل بين المدن وإقرار الحجر الصحي الشامل.

أفريل: سعيد ينتقل للإقامة بالقصر الرئاسي

في 3 أفريل بدأت الحكومة في صرف المساعدات للعائلات المنتفعة ببطاقة العلاج بالتعريفة المنخفضة والذين أحيلوا على البطالة بسبب تفشي فيروس كورونا وقدرت قيمة المساعدة المسندة لكل عائلة بـ 200 دينار وفي 5 أفريل رئيس الجمهورية قيس سعيد ينتقل رسميا إلى قصر قرطاج.

وفي ظل تطور الحالة الوبائية في البلاد أعلن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ التمديد في الحجر الصحي الشامل إلى غاية 3 ماي مع تعليق صلاة التروايح  وغلق المقاهي خلال شهر رمضان.

 

ماي: رفع الحجر الصحي الشامل وتلاميذ الباكالوريا يستأنفون الدراسة

اتخذت الحكومة التونسية خلال هذا الشهر قرار رفع الحجر الصحي الشامل والتوجه نحو الحجر الصحي الموجه وبدأت أول مراحله في 4 ماي وسمحت بعودة الوظيفة العمومية بنسبة 50% وبنسبة 100% بالنسبة للمهن الحرة وعادت محلات الحلاقة والمغازات الكبرى للنشاط في 11 ماي، وفي 26 ماي تم الانطلاق في تطبيق المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه وألغيت على إثره عملية التناوب بالنسبة للمهن والحرف واستؤنف نشاط المحاضن ورياض الأطفال بنسبة 50% وفي 28 ماي تمّ استئناف الدروس بالنسبة لتلاميذ الباكالوريا.

جوان: تونس تعيد فتح حدودها لإنقاذ الموسم السياحي 

انطلقت تونس في تطبيق المرحلة الثالثة من الحجر الصحي الموجه في 4 جوان وبموجبه أعيد فتح المساجد والمطاعم والمقاهي. وتدريجيا بدأت الحياة تعود لسالف عهدها قبل تفشي فيروس كورون.

وفي 8 جوان تم السماح للجامعات بفتح أبوابها واستقبال الطلبة لاستكمال الدروس كما تمت العودة للعمل بنظام الحصتين. وفي 14 جوان رئيس الحكومة الياس الفخفاخ يعلن ما أسماه بالفوز بمعركة كورونا ويعلن رفع الحجر الصحي الشامل وأعيد فتح الحدود الجوية واستئناف الرحلات واستقبال السياح في 27 جوان.

 

جويلية: عودة المشاورات والتجاذبات السياسية

عاشت تونس في النصف الأول من شهر جويلية على وقع أخبار عن تضارب مصالح لدى رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ الذي نفى الأمر نفيا قطعيا مؤكدا تفريطه في الأسهم التي يملكها في عدة شركات خاصة وانقسم الحزام السياسي للفخفاخ بين مدافع ومحرض إلى أن أنهى الفخفاخ الجدل بتقديمه لاستقالته لرئيس الجمهورية قيس سعيد بعدما طالبه الأخير بالاستقالة في 15 جويلية لتعود الكرة للرئيس لاختيار شخصية لتشكيل حكومة والذي اختار وزير الداخلية في حكومة الفخفاخ هشام المشيشي لتولي هذه المهمة في 25 جويلية لتنطلق بعد يوم واحد مشاورات تشكيل الحكومة الثالثة في سنة 2020.

كما أقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في 16 جويلية وزراء النهضة.

التجاذبات السياسية لم تقتصر على الحكومة وطالت البرلمان حيث تقدمت 4 كتل نيابية وهي الكتلة الديمقراطية وكتلة الإصلاح والكتلة الوطنية وكتلة تحيا تونس بلائحة لسحب الثقة من رئيس المجلس عقدت في 30 جويلية جلسة للتصويت عليها وانتهت ببقاء الغنوشي على رأس البرلمان.
 

 

أوت: المشيشي يعلن عن تركيبة حكومة كفاءات وطنية

أعلن المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي يوم 25 أوت عن تركيبة حكومته المقترحة والتي تميزت بكونها حكومة كفاءات وطنية مستقلة في غضون ذلك قام إلياس الفخفاخ بإقالة رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب.

سبتمبر:منح الثقة لحكومة هشام المشيشي

بعد تكليفه في شهر جويلية والاعلان عن تشكيلة حكومته المقترحة في شهر أوت حكومة هشام المشيشي تنال ثقة البرلمان في جلسة عامة  في الفاتح من سبتمبر.

وشهد شهر سبتمبر  عملية إرهابية تمثلت في دهس دورية أمنية موجودة على مستوى مفترق أكودة المؤدي للقنطاوي بسوسة يوم 6 سبتمبر، استشهد خلالها الوكيل بالحرس سامي مرابط وأصيب الوكيل رامي الإمام كما تم القضاء على ثلاثة إرهابيين.
 

 أكتوبر: فيروس كورونا يضرب بقوة من جديد

بعد تصريحاته المضادة لقرارات الحكومة إقالة وزير الثقافة وليد الزيدي من منصبه في 5 أكتوبر وتكليف الحبيب عمار بتسيير وزارة الثقافة بالنيابة.

فيروس كورونا يضرب بقوة من جديد والمقاهي وقاعات الشاي والمطاعم في تونس الكبرى دون كراسي بداية من 8 أكتوبر مع اعلان عدد من الولايات والمعتمديات مناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة لفيروس كورونا.

 
وبعد جدل كبير بخصوص تعليب مادة الاسمنت في الاكياس البلاستيكية صدور قرار الإلغاء بالرائد الرسمي يوم 20 أكتوبر.

 

نوفمبر: فضيحة نفايات إيطاليا تستأثر باهتمام المواطنين والقضاة يشرعون في تنفيذ الاضراب والصحفيون غاضبون

فجر برنامج " الحقائق الأربع" في 2 نوفمبر فضيحة النفايات المنزلية الإيطالية الممنوعة من دخول الأراضي التونسية تحت أي نظام كان بحسب ما أكدته مصالح الديوانة ليتم فتح تحقيق قضائي بعد أربعة أيام في الغرض.

 

في الغضون دائرة المحاسبات تسلّم رئيس الجمهورية قيس سعيد في 6 نوفمبر التقرير العام حول نتائج مراقبة تمويل الحملات الانتخابية لسنة 2019وتطالب باستغلال مخرجاته التي بينت تجاوزات عديدة لمختلف المترشحين، بعد انقضاء يومين رئيس الحكومة هشام المشيشي يعلن عن قرارات بخصوص ملف التنمية بتطاوين وتنفيذ إتفاق الكامور ورفع اعتصام تنسيقية الكامور لينطلق القضاة في الدخول في اضراب عام في 16 نوفمبر.

ديسمبر: مأساة وفاة الطبيب بدر الدين العلوي في مستشفى جندوبة والأطباء ينتفضون 

استفاقت تونس يوم 4 ديسمبر على خبر صادم تمثل في وفاة الطبيب المقيم في مستشفى جندوبة بدر الدين العلوي نتيجة سقوطه جرّاء عطب في المصعد لينتفض على إثرها القطاع الصحي في يوم غضب ومسيرة انطلقت من كلية الطب بتونس نحو القصبة.

 

وفي 17 ديسمبر في الذكرى العاشرة للثورة اتهم رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية توفيق بودربالة رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد بالوقوف وراء عدم نشر قائمة شهداء الثورة وجرحاها.

وفي تطورات ملف النفايات الإيطالية تم في 20 ديسمبر إقالة وإيقاف وزير البيئة والشؤون المحلية مصطفى العروي وفي ظرف يوم عدد الموقوفين في القضية يرتفع إلى 23 متهم وفي 24 ديسمبر تم إيداع نبيل القروي السجن على خلفية رصد 143 مليون دينار مجهولة المصدر.

 

* إعداد هبة الخميري