أشرف النمري يرسم بأصابع رجليه… عندما تصبح الإعاقة حافزا للإبداع (صور)

يعتبر الرسام  أشرف النمري مختلفا عن غيره من الفنانين  فقد تحدّى إعاقته الجسدية وحرمانه من اليدين  لينتصر عليها بتمزيه في عالم الرسم ويكون استثناء باستخدام  آلية جسدية أخرى وهي رجله اليسرى ليمزج بها ألوان  الحياة ويجسدها في لوحات جمالية متنوعة.

 

قرّر أشرف تنظيم معرض ضخم لأعماله الفنيّة ولأنه لا يؤمن بالمستحيل جمع بين صور من قوة  الطبيعة منها لوحات حملت صور الحصان  الذي يعتبر رمزا للإرادة والتحدي إضافة إلى لوحات "بورتريه" على غاية من الدقة والحرفية والتي جعلتها  تكاد تكون ناطقة من وجوه عرفت بنضالها وفقدتها الساحة السياسية التونسية ووجوه أخرى سياسية ممن تركوا بصمتهم في التاريخ .

 

 أراد اشرف ترك بصمة لأعماله في معرض افتتح ببهو مسرح الأوبيرا بمدينة الثقافة بالعاصمة كإهداء من وزارة الثقافة ليتواصل إلى غاية 22 من جانفي2021 بعد تبني مجموعة " BETA "  التعريف بأعماله الفنية المتميّزة والترويج لها خاصة أن أشرف النمري أثبت في الواقع أنه فنان خارق للعادة من خلال إيمانه بأنه موهوب  في اختيار الألوان وإتقان للرسم الزيتي والفن البلاستيكي والتقنيات المختلفة وهومافتح له لا فقط أبواب الفن التشخيصي بل تجاوزها إلى الفن في مفهومه الأوسع والأشمل .

 

ويعتبر الشاب التونسي أشرف النمري أول رسام يعاني من الإعاقة الجسدية ويحصل على بطاقة رسام محترف اثر تنظيمه  سلسلة من المعارض سمّيت " الإرادة " وكانت الأولى في المهدية سنة 2017 ثم بتونس في السنة ذاتها ليختمها بصفاقس في 2018 سنة حصوله على  بطاقة الاحتراف.

 

و صرح أشرف بكثير من الإصرار في أكثر من مرّة قائلا : " لكل شخص موهبة نائمة في داخله … نحتاج فقط لاستفزازها لتحقيق أهدافنا " وللإشارة فقد تلقى أشرف النمري من مؤسسة خيرية سويسرية متخصصة في دعم الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة منحة لمدة أربع سنوات لتعلم الفنون التشكيلية في ورشة الراحل محمد مطيمط إلى أن حصل على شهادته.وقد قضّى اشرف النمري عامين بعد ذلك مع جمعية "بسمة" التي نظمت له معرضا في تونس بعنوان التاريخ و الطبيعة و الحصان مصادر إلهام في شهر فيفري 2020 ليكون بادرة اولى ليتعرف عليه الجمهور بشكل تدريجي واثر لقاءه بالرئيس قيس سعيد.

 

هناء السلطاني