رابطة حقوق الإنسان: وداعا جلبار نقاش

أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بيانا نعت فيه فقيد الساحة السياسية التونسية الكاتب والناشط السياسي جوزيف جلبار نقاش، ''أحد وجوه النضال من أجل الحقوق السياسية والمدنية بالبلاد منذ أواخر ستينات القرن الماضي. فقد بدأ الفقيد حياته العامة كأحد نشطاء "تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي في تونس" (آفاق) مع ثلة من الطلبة والمثقفين القوميين والشيوعيين والتي كانت من أوائل حركات المعارضة للحكم البورقيبي التي صرّحت بمناوءتها للحكم الفردي ونظام الحزب الواحد وبدعوتها إلى إرساء نظام اقتصادي عادل بين الطبقات والجهات. وبسبب ذلك تعرض إلى التنكيل والتعذيب وحُكم عليه سنة 1968 بأربع عشرة سنة سجنا قضى منها عشر سنوات في برج الرومي في ظروف غير إنسانية قبل أن يخضع إلى المراقبة الإدارية والإقامة الجبرية لسنوات عديدة بعد ذلك''.

و"عُرف الرّاحلُ طوال العقود الخمسة الأخيرة باعتزازه الدائم بانتمائه التونسي وبمساندته المبدئية للمدافعين عن الحريات العامة والخاصة، وبمواقفه المساندة لحركات التحرّر الوطني، وبصوته العالي المعادي للاستعمار والصهيونية إذ شارك في عديد الفعاليات والتظاهرات المندّدة بسياسات الكيان الصهيوني منذ 1967. كما وقف إلى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وباقي منظمات المجتمع المدني في مواجهة محاولات التدجين والهيمنة سواء خلال الفترة البورقيبية أو زمن حكم بن علي.

وبعد الثورة كان الفقيد أول شاهد في جلسات استماع هيئة الحقيقة والكرامة عن القمع خلال الفترة السابقة، وانضم إلى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والتحوّل الديمقراطي لكنه انسحب منها، ونشط مع الحراك المدني من أجل دستور 2014، وندّد بالاغتيالات السياسية، كما انتقد بشدة قانون المصالحة المُقدم من طرف الباجي قايد السبسي سنة 2017 والذي عارضته الرابطة وأغلب مكونات المجتمع المدني''.

وعبرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ''عن أسى مناضليها لرحيل الفقيد'' متوجهة ''لرفيقة دربه عزة الغانمي ولنجله سليم وإلى كافة رفاقه وأصدقائه وإلى كل جمعيات المجتمع المدني التي ساهم في نشاطها سواء في تونس أو في فرنسا بأصدق التعازي والمواساة''.