عادت المسارح للحياة على إثر إصدار البروتوكول الصحي وعاد فضاء التياترو للعروض بمونودراما "هارب من الدولة الإسلامية" من تصور وأداء الممثل منير العماري وصياغة درامية للمخرج وليد الدغنسي مساء الأربعاء 16 ديسمبر 2020.
"هارب من الدولة الإسلامية" هو عمل مقتبس عن رواية "كنت في الرقة، هارب من الدولة الإسلامية" للصحفي والكاتب الهادي يحمد التي لاقت رواجا كبيرا وترجمت إلى لغتين أجنبيتين.
بقدمين حافيتين، يطل منير العماري ليروي قصة رحلته إلى الرقة ومنها منتقلا من شخصية إلى أخرى ومن العربية الفصحى إلى الدارجة التونسية استطاع من خلالها سرقة بعض الضحكات رغم قتامة الأحداث. مسرحية تعيد موضوع العائدين من بؤر التوتر إلى الواجهة وتطرح تساؤلات حول الظروف والأسباب التي تدفع شخصا ما إلى اتباع الجماعات المتطرفة.
تمتد المسرحية على 50 دقيقة يسافر فيها المتفرج الشخصية في رحلته المستمدة من أحداث واقعية كما وصفها العماري والتي حاول فيها محاكاة الأسباب النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى تحول شاب مقبل على الحياة إلى إرهابي محب للموت، وسط ديكور بسيط اقتصر على كرسي وبعض اللافتات البيضاء وأضواء متحركة على وقع خطوات الممثل المتشبع بالنص.
وفي تصريحه لموزاييك، قال مخرج العمل وليد الدغسني أن المقارنة بين الكتاب والمسرحية لا تزعجه لأن العمل اقتصر على اقتباس المحاور الرئيسية للرواية دون الخوض في التفاصيل مثلما سردها الهادي يحمد لأن الرواية تعطي للقارئ فرصة التفكير بينما العمل المسرحي يهديه فرجة.
أما منير العماري، فتحدث لموزاييك عن ولادة هذا المشروع بينه وبين المخرج انطلاقا من اهتمام شخصي بهذا الموضوع الذي تناسته الدولة بعد استشاره صاحب الرواية.
وقال الممثل في نفس السياق أن العمل يحاول طرح أحداث واقعية للجمهور اثر الأحداث التي عشناها ومن باب التذكير والتساؤل عن الذين سافروا إلى بؤر التوتر وعادوا دون حسيب ولا رقيب.
نوال بيزيد