المشيشي للفيغارو: ''الهجرة غير الشرعية'' تعالَج بالاستثمار
أكّد رئيس الحكومة هشام المشيشي في حوار نشرته أمس السبت جريدة لوفيغارو على هامش زيارته لفرنسا أنّه بالرغم من عدم الاستقرار السياسي فإنْ تونس حقّقت مكاسب وخطوات كبرى خلال السنوات العشر من الثورة واستجابت للمطالب المفاتيح وأساسا حريّة الرأي والتعبير.
وأوضح أنّه لم يسبق للتونسيين أن حظيوا بمثل هذه الحرية في التعبير، فإرادة الحياة معًا وبحرية حقيقة ملموسة، و بتونس الآن 228 حزبا وأكثر من 23 ألف جمعيّة " وإذ يبدو هذا الأمر عاديا لفرنسا، فإنّه لم يكن لا متخيلا ولابديهيا في تونس قبل سنوات ".
واستدرك المشيشي في حواره مع لوفيغارو الفرنسية ليشدّد على أنه بالرغم من أهمية المكاسب فإنّها غير كافية لتجسيد هدف أساسي ومركزي آخر للثورة وهو الكرامة لكل التونسيين،" وعلينا أن نجد طريقا للازدهار، و ينبغي تجديد المنوال الإقتصادي".
وحول سؤال عن مدى إعتقاده في ترسّخ الديمقراطية في تونس خاصة وأنّها البلد الوحيد من بلدان الربيع العربي التي لم تشهد حربا داخلية، أكّد رئيس الحكومة أنّ لديه قناعة راسخة بأنّ تونس تتحرك في إطار وعي سياسي حقيقي، وسرّ نجاح التجربة الديمقراطية عندنا هي دون شك الشعب الذي عارض كلّ محاولات التراجع. وأضاف بأنّ نسيج المجتمع المدني قد قام بدور جوهري في الحفاظ على التجربة الديمقراطية، وشدّد المشيشي على ثقته في الشعب التونسي وفي المجتمع المدني "فالحرية والكرامة والديمقراطية غدت قيما منغرسة في تراثنا المشترك".
ترحيل التونسيين المتشددين المقيمين بطريقة غير شرعية
و في ردّه عن سؤال بخصوص زيارة وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمنين إلى تونس مؤخرا وطلبه ترحيل بعض المتشددين المقيمين في فرنسا بطريقة غير قانونية وذلك بعد تورط تونسي في عملية نيس الإرهابية، جدّد المشيشي إدانته للعمل الارهابي بالرغم من أنه حالة معزولة وينبغي أن يطبّق عليه -باعتباره إرهابيا – القانون وفق الاتفاقيات المعمول بها بين البلدين. وأضاف بأنه شغل سابقا منصب وزير داخلية وعمل على معالجة ملف الهجرة غير الشرعية، موضحا أنّ استعادة التونسيين الموجودين في وضعية غير قانونية أمر عادي. وأكّد على أنّ تونس عازمة على الاستثمار في المناطق الأقلّ حظا والمحرومة والتي منها تغادر أغلبية المهاجرين غير الشرعيين.
وفي مايتعلق بالارهاب بين مقاربته ومقاومته، ذكر المشيشي أنّ التطرّف ظاهرة تمسّ كل القارات ولم تسلم منها أيّ دولة، وهذه الايديولوجيا لاتتطابق مع التونسيين ووعيهم ونمط تفكيرهم. وأوضح أنّ تونس تواصل مكافحتها للخطاب المتطرف في المساجد مشددا على أنّ " المقاربة الأمنية وحدها لاتكفي بل من الضروري منح الشباب آفاقا ، فالشاب حتى ولو كان متعلما فيمكن أن ينزلق الى التطرف كملجإ أخير" وذكّر المشيشي بأنّ تونس نجحت في رهان الانفتاح الديمقراطي والآن ينبغي الفعل في الجبهة الإقتصادية.
برنامج الزيارة
وفي مايتعلق ببرنامج زيارة رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى باريس فستشهد غدا الإثنين لقاءه مع الوزير الأوّل الفرنسي جون كاستكس،Jean Castex ،وسيحظى كذلك باستقبال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي Gérar Larcher، و سيلتقي كذلك رئيس البرلمان الفرنسي ريشار فران Richard Ferrand، على أن يلتقي مساء رئيس المنظمة الفرنسية للأعراف جيوفروا رو دوبيزيو Géoffroy Roux De Bezieux.
أمّا اليوم الأحد 14 ديسمبر فسيكون النشاط الأبرز لرئيس الحكومة هشام المشيشي تدشينه بعد الظهر مقر جناح بورقيبة بدار تونس بباريس ( مبيت جامعي) على أن يلتقي قبل ذلك قناصل تونس بفرنسا وممثلي مؤسسات الدعم التونسية بفرنسا.
مبعوث موزاييك إلى فرنسا عبدالسلام الزبيدي