الغنوشي: الدعوات لحلّ البرلمان شعبوية ونوع من الوهم

قال رئيس مجلس نواب الشعب إنّ بعض الأطراف تحنّ إلى عصر الرئيس الراحل زين  العابدين بن علي وتصوّر له على أنّه ''عصر ذهبي" وتدعو إلى العودة إليه، مضيفا "هذه الدعوات تعدّ نوعا من الهروب إلى الماضي وهو نفس ما قامت به الاتجاهات اليمينية المتطرفة في الغرب عند الأزمات ما أفرز اتجاهات لاعقلانية ساهمت في تفاقم الشعبوية" حسب تعبيره. 

وعن المطالبة بحلّ البرلمان، بيّن الغنوشي أنّ هذه الدعوات محاولة لبثّ الفوضى "لكن رئيس الجمهورية قيس سعيّد رجل قانون وعاقل ويدرك جيدا أنه لا يستقيم تفعيل الفصل 80 من الدستور ولم يستمع للغو الحديث ومحاولة البعض افتعال المزيد من المشاكل" وفق تقديره.

واعتبر الغنوشي في حوار لقناة حنبعل اليوم الجمعة 11 ديسمبر 2020 أنّ دعوات حلّ البرلمان "نوع من الفوضوية ووهم''، مشيرا إلى أنّ "أصواتا فشلت في مواجهة قضاياها الحقيقية فعادت الى الشعبوية وتعتقد أن العودة لما قبل الثورة والاستبداد هو الحلّ.. والنخبة مطالبة بالتمسك بالعقلانية وأن لا تتجه إلى الطب الرعواني".

وفي سؤاله عن المبادرات المطروحة لحلحلة الأزمة من ذلك مبادرة اتحاد الشغل، أجاب الغنوشي أنّه يدعم كل مبادرات الحوار التي تتجه لوضع النقاط على الحروف وتطرح المشاكل الحقيقية ولا تفتعل أخرى، قائلا "نحن لسنا في حاجة لتغيير النظام لأن المشكل اليوم ليس في رئاسة الحكومة ولا البرلمان ولا رئاسة الجمهورية، بل إنّ هناك منوال اقتصادي وكذلك علاقات دولية تحتاج إلى التغيير".

كما تطرّق إلى ما يتمّ تداوله حول انحيازه كرئيس للبرلمان لبعض النوّاب والكتل، وأوضح "أنا بشر وقد انحاز لكنني لم أصل مجلس نواب الشعب على ظهر دبّابة بل عبر انتخاب تلاه انتخاب آخر… ولن يبقى لحظة واحدة في منصبي إذا لم يكن أغلبية النواب راضين عنّي".

وشدّد الغنوشي على أنّ من يطرح موقع رئيس المجلس على أنّه هو المشكل، لم يتجاوز السياسوية الساذجة وتبسيط الأمور للخروج عن الموضوع وفق تعبيره. 

وتحدّث راشد الغنوشي عن علاقته بقيس سعيّد وهشام المشيشي، مؤكّدا أنها جيدة وتقوم على الإحترام والتعاون والتشاور واللقاءات مستمرة، مستدركا "البعض يفتعل المشاكل كأنّنا تجار حرب لا يعيشون إلاّ منها… كفانا من المناكفات لأن التونسي في حاجة لأقصى درجات التضامن والوحدة الوطنية والجميع مطالبون بالتعاون".