نظمت اليوم الخميس 10 ديسمبر2020 الهيئة العامة للسجون والإصلاح بالمركز الثقافيّ والرياضيّ للشباب بالمنزه 6 معرضا لإبداعات نحو 800 سجينا و250 سجينة ينشطون في ورشات متنوعة للتكوين الفني ب28 وحدة سجنية و5 مراكز لإصلاح الأطفال الجانحين، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى 72 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد تضمن المعرض لوحات جدارية كبيرة ورسومات زيتية وفسيفسائية ولوحات للخط العربي إضافة إلى منتجات للخزف والزربية والفضة وزيت الزيتون البكر الذي تم تجميعه من المودعين بمركز إصلاح الأطفال الجانحين بسيدي الهاني إلى جانب مجلة حائطية تضم مقالات في التثقيف الصحي وتوثق أنشطة السجون وغيرها… وتصدر بصفة دورية كل ثلاثة أشهر.
وقد جمع المعرض إبداعات مساجين وجانحين فقدوا حريتهم لخطأ لكنهم جعلوا من الفن متنفسا لهم يعبرون من خلاله عن توقهم للحرية ومواصلة الحياة والاندماج من جديد في المجتمع ومن بينهم السجين "أ" الذي صرح لموزاييك أنه اكتشف موهبته في صنع لوحات فسيفسائية مختلفة الأحجام داخل أسوار سجن برج العامري مما جعله يتلقى تكوينا في هذا الاختصاص ويلم بتفاصيل هذا الفن الدقيق مؤكدا أنه انطلق في هذا الاختصاص للتسلية لتصبح علاقته بعالم الفيسفساء علاقة غرام وأصبح يركب لوحاته بغرام وشغف كبيرين قائلا" الفسيفساء خلاتني نخدم في حاجة شايخ عليها وعلمتني الصبر".
وأكد السجين " أ "أنه يؤمن بأن محكوميته فترة ستنتهي يوما ما ومن طموحه بعث مشروع صغير يكون مورد رزق قار له يشارك به في عدة معارض ويضمن كرامته في المجتمع مؤكدا لهفته لملامسة إقبال الناس على منتوجه من اللوحات الفسيفائية.
من جانبه قال السجين "ب" من سجن برج العامري لموزاييك إنه وجد تأطيرا جيدا داخل السجن لتعلم موهبته الفنية لرسم الخط العربي والكوفي والرقعة حيث تلقى تكوينا في هذا الفن منذ سنة 2017 مؤكدا أنه يطمح كغيره من المودعين بالسجون إلى فتح ورشة خاصة به لتكون مورد رزق له ولإبنيه مستقبلا. من جانبه قال الأستاذ المختص في الخط العربي بالهيئة العامة للسجون كمال السهيلي والإصلاح أن تكوينهم للسجناء لايقف عند هذا الحد بل يتم تسليمهم شهائد اختصاص كل ستة اشهر من قبل المركز الوطني لفنون الخط في إطار شراكة وتفاعل متواصل مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح مع عدة مؤسسات وطنية مختصة في عدة مجالات مهنية وفنية.
هناء السلطاني