قامت النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة والنقابة الوطنية المستقلة لمهن الفنون الدرامية بندوة صحفية صباح الجمعة 20 نوفمبر بمدينة الثقافة بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين للمطالبة بعودة الأنشطة الثقافية والفنية وخلاص مستحقات الفنانين المتخلدة بذمة وزارة الشؤون الثقافية ودخلت في اعتصام مفتوح مباشرة بعد الندوة على عين المكان.
واستهل نقيب الفنانين ماهر الهمامي كلمته بوصف رئاسة الحكومة بـ"صحة الراس" ضد الفنانين لعدم تحقيق مطالبهم بتسديد المتخلدات التي تصل إلى 46 مليون دينار تعود إلى سنة 2017 حسب قوله مطالبا المندوبيات بسداد الديون والذي رجح تعطلها إلى عدم انعقاد مجلس وزاري تصرح فيه وزارة المالية رفع الحظر عن الأموال.
وندد الهمامي بما اعتبره "العنف" الذي طال الفنانين أمام وزارة الشؤون الثقافية يوم 16 نوفمبر، قائلا "لدينا أشرطة فيديو تثبت ضلوع أمنيين في رش الفنانين بالغاز المسيل للدموع، وسنقدم قضية بوزارة الداخلية إذا لم تقدم اعتذارها"
من جهته، وصف الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية جمال العروي قرارات الحكومة بشأن قطاع الثقافة بـ "الوعود الكاذبة".
وأفاد بأنّ عددا من الفنانين المسرحيين لم يتقاضوا منحهم منذ بداية الجائحة. وتساءل عن مصير الأموال المودعة في حساب صندوق الحياة الثقافية، مشيرا إلى أن الاعتمادات الموجودة في هذا الحساب ناهزت 3 مليارات، لتتقلص "إلى حدود 900 ألف دينار فقط"، داعيا إلى فتح تحقيق في الغرض.
وتحدث جمال العروي عن تحركات احتجاجية، خلال الأيام القادمة، للمطالبة بالترفيع في ميزانية وزارة الشؤون الثقافية.
اعتصام جوبه بالرفض
أفاد سفيان الفقيه مدير عام مسرح الأوبرا بمدينة التقافة بأن النقابة تقدمت بمطلب ندوة صحفية عبر المايل، إلا أن وجود شخصية سياسية في المنبر وأخذ الكلمة للدعاية الحزبية أو تفضيل حزب على آخر لم يكن ضمن الاتفاق ولذلك تم قطع الصوت عمدا للتعبير عن عدم موافقة المؤسسة على ذلك. وأضاف الفقيه أن الاعتصام غير قانوني مطالبا إياهم بإخلاء القاعة.
ضيف غير منتظر
احتج بعض الفنانين على حضور النائبة بمجلس نواب الشعب عبير موسي (رئيسة الحزب الدستوري الحر)، مطالبين بعدم تسييس مطالبهم.
وردّت عبير موسي على شق الفنانين المحتجين على حضورها بالقول إنها حاضرة من تلقاء نفسها بصفتها البرلمانية وليس في إطار حزبي وأنها تساندهم ضد ما أحداث العنف التي طالتهم بالقصبة. معتبرة أن الإجراء ات الحكومية بخصوص القطاع الثقافي "تعسفية" في إدارة أزمة الكوفيد، داعية إلى ضرورة العمل على إعداد بروتوكول صحي لعودة الثقافة أو توفير منح للمثقفين في ظل هذه الأزمة.
وقال الهمامي إنّ الإعتصام هو خطوة تصعيدية أولى التي يمكن أن تتطوّر إلى إضرابات جوع. ورحّب بجميع الأطياف السياسية التي تُقبل على دعم الفنانين وإيصال أصواتهم مهما كانت مشاربهم طالما كانت يد المساعدة من طرفهم وليس العكس مفيدا أنه لم يطلب من عبير موسي الحضور بل هي التي بادرت بالمساندة ولا يجوز طردها.
*نوال بيزيد