منذر الكبيّر: تعرّضت للإبتزاز… ولهذا أتمسّك بالخزري والمساكني

بعد 180 دقيقة من اللعب أمام تنزانيا وتحقيق فوز وتعادل، ضمن نسور قرطاج التأهّل لكأس أمم إفريقيا للمرّة الـ15 على التوالي وهو انجاز لم يسبق أن حقّقه أيّ منتخب إفريقي.

وللحديث عن مردود منتخب كرة القدم في تصفيات ''كان الكاميرون 2021''، الذي غاب عنه الإقناع، أكّد الناخب الوطني منذر الكبيّر أنّ تونس كانت ضمن الفرق الكبيرة التي ضمنت التأهّل، قائلا "55 منتخبا شاركوا في التصفيات فقط 4 منها ترشحت الى حدّ الآن… وذلك ليس بالأمر السهل" حسب تعبيره.

واعتبر خلال استضافته في برنامج "فوروم سبور" اليوم الخميس 19 نوفمبر 2020 أنّ المنتخب الوطني لعب ضد الكامرون وليبيا وغينيا وقدّم مستوى ممتاز وأداء محترما "والنتيجة التي حققها أكبر دليل… لكن لا يمكن أن نتجاهل تأثير الانقطاع عن اللعب الذي دام حوالي 12 شهرا بسبب جائحة كورونا وتوقف المباريات أضف إلى تراجع المستوى البدني للاعبين أنّ 75%  أتمّوا موسمهم الرياضي وآخرون لم تنطلق بعد بطولاتهم". 

وأشار منذر كبيّر إلى أنّ الهدف كان الانتصار في مباراة الذهاب أمام تنزانيا وهو ما تحقق، وقدّم زملاء يوسف المساكني أداء محترما في الشوط الأوّل وخلقوا عديد الفرص في الشوط الثاني لكن لم يقع تجسيمها، وفق تعبيره.

"المردود أمام تنزانيا مقنع وهذا الدليل…" 

وفي سؤاله عن رأيه في مردود اللاعبين "غير المقنع"، أجاب مدرّب أكابر المنتخب الوطني لكرة القدم الكبيّر أنّ نسبة امتلاك الكرة في المقابلتين ضدّ تنزانيا كان لصالح تونس والمنتخب خلق 12 وضعية لتسجيل أهداف واضحة ما يؤكّد أنّ المردود لم يكن سيئا كما يعتقد البعض.

كما تطرّق إلى دعوته لأسماء جديدة، لافتا إلى أنّ قائمته تضمّ 4 لاعبين من المنتخب الأولمبي و4 من منتخب الأواسط، قائلا "8 لاعبين يمثلون مستقبل المنتخب الوطني وهي خطوة شجاعة… كان بإمكاني المحافظة على نفس الأسماء لكنّي خيرت ضخّ دماء جديدة حتى تكتسب هذه الأسماء الخبرة اللازمة وسيكونون في قمة العطاء عندما يبلغون 23 سنة".

سرّ التمسّك بمشاركة الخزري والمساكني 

ضيف "فوروم سبور" تحدّث أيضا عن "سرّ التمسّك" بتشريك وهبي الخزري ويوسف المساكني رغم تراجع مردودهما، واعتبر أنّ قيمتهما الكرويّة كبيرة وهما من ثوابت المنتخب وقادران على تقديم الإضافة وتغيير النتيجة متى سنحت لهما الفرصة.

وتابع "يوسف المساكني في المباريات الأربع الأخيرة للمنتخب، كان أفضل لاعب في التصفيات المؤهلة لـ"كان الكاميرون"، وكان حاسما ما جعله يصنّف في نفس مستوى حكيم زياش (المنتخب المغربي) ورياض محرز (المنتخب الجزائري)، ويمكن التثبت من الأرقام التي حققها".وبيّن منذر الكبيّر أنّ لقائد المنتخب دور كبير في تأطير بقية اللاعبين الجدد "وانجّم نقول اللي المساكني صفر تأخير في التربصات وصفر مشاكل مع زملاءه".

أمّا بخصوص وضعية وهبي الخزري، رجّح الكبيّر أن يكون مردوده تراجع قليلا مقارنة بالمعتاد لكن لا أحد يمكنه التشكيك في قيمته، مشدّدا على أنّه سيسترجع "الفورمة المعتادة في القريب العاجل".

وأعلن أنّ تواصل "فترة الفراغ" عند أي لاعب وعدم تقديمه لمردود مقنع سيدفعه دون تفكير إلى الاستغناء عنه وتعويضه "لأنّ المنتخب ما ياقف على حدّ" حسب تعبيره.

"لا يمكن تغيير 10 لاعبين بسبب مردود مباراة واحدة"

وأضاف منذر الكبيّر أنّ محترف نادي سانت إتيان الفرنسي قدم الكثير للمنتخب في أوقات صعب "ولا يمكن أن  ننسى انه لعب وهو مصاب وكان عاجزا عن الركض لكنه فضل المخاطرة، ولعب أيضا وهو يشكو من كسر في يده…العلاقة بين المساكني والخزري لا يمكن وصفها والتناغم الكبير بينهما لا يمكن تجاهله أو تغيير احدهما بسبب خطا أو تراجع طفيف في المردود كما  لا يمكن تغيير 10 لاعبين بسبب تراجع مردود في مباراة واحدة هناك ثوابت يجب المحافظة عليها" وفق قوله.

"ماناش في المدينة الفاضلة أما المنتخب منضبط وبلا مشاكل" 

أكّد الكبيّر أنّ اللاعبين أنّ الأجواء صلب المنتخب الوطنية طيبة وعائلية تحت إشرافه ومدرّبه المساعد عادل السليمي وأيضا رئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء، مع توفير الظروف الملائمة من طرف الإطار الطبي وخلية المتابعة والاستماع للاعبين المحترفين والمحليين.

وأشار إلى أنّه لم يقع تسجيل أي تجاوزات من اللاعبين منذ توليّه مقاليد الفريق "لأننا فرضنا الانضباط على الجميع بطريقة احترافية، لكن ذلك لا يعني أننا نعيش في المدينة الفاضلة لأنّه في حال وقوع إشكاليّة أو خلاف يقع حله بسرعة ويصبح حافزا".

الانضباط لا يُفرض على اللاعبين بالصراخ والشتم

وعن انتقاد اللاعب الدولي السابق طارق ذياب للمردود الذي ظهر به المنتخب في مواجهة تنزانيا والتعويل على بعض الأسماء التي لم تعد قادرة على تقديم الإضافة، وقوله إنّ الفريق دون شخصية "ومنذر الكبيّر عاقل"، أوضح ضيف "فوروم سبور" أنّه يحترم كلّ الآراء ويعمل جاهدا على تقديم أفضل ما  لديه وترك بصمة في المنتخب والذهاب بعيدا وتحقيق الألقاب التي غابت عن تونس في السنوات الأخيرة.

وتابع "القدرة في الإقناع وفرض الانضباط على لاعبين يكون عبر الاحترام والعمل في العمق والتعامل مع كل لاعب على حدا… الانضباط لا يُفرض بالصراخ والشتم… أنا أتحمل مسؤوليتي وأُحمّل المسؤولية للجميع أيضا لكن لا أحد يمكنه أن يفرض شروطه على الفريق القومي".

وكشف الكبيّر أنّه حازم في قراراته وجدّي وسبق له أن طرد لاعبا من أحد التربصات واستغنى عن آخرين "لا يملك أي لاعب حصانة والجميع متساوون"، مضيفا "القول إني عاقل وما نعاركش لا يعني أنني غير قادر على قيادة المنتخب أو نتساهل مع التجاوزات".

ابتزوني لفرض لاعبين في التشكيلة

وفي حواره في برنامج "فوروم سبور"، كشف مدرّب المنتخب الوطني لكرة القدم أنّه تعرّض للابتزاز من بعض الأطراف حاولوا فرض طريقة لعب معينة وأسماء لضمّها في التشكيلة خدمة لمصالحهم.

وتابع "ابتزّوني لفرض لاعبين بغاية رفع أسهمهم في بورصة كرة القدم ثمّ بيعهم والحصول على نصيبهم من هذه الصفقات، وعند رفضي يسارعون بانتقادي كطريقة للضغط عليّ، لكنهم لا يعلمون أنني لن أضيع وقتي معهم لأنني خصصت كل جهدي في عملي كما أن ما حققته كان بعرق جبيني ودون مساعدة".

 

*أميرة العلبوشي*