وزير الخارجية يدعو الى إحداث آليات مبتكرة لتطوير منظومة العمل العربي

دعا وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي في كلمة له في اجتماعات الدورة 156 لمجلس جامعة الدول العربية الملتئمة اليوم الخميس، بمقر الجامعة بالقاهرة، الدول العربية إلى إحداث آليات مستجدة ومبتكرة لتطوير منظومة العمل العربي بشكل يتماشى والثورة الرقمية الكبرى التي يشهدها العالم وبما يشجع الشعوب العربية ،سيما الفئات الشبابية منها، على الانخراط أكثر في مسار عملية التطوير وفي المشاركة الفاعلة في الشأن العام.
وأكد على ” ضرورة ترتيب البيت العربي والتركيز على القواسم المشتركة التي تجمع الدول العربية وتمنحها القدرة على التعامل مع قضاياها الجوهرية ضمن رؤى وأهداف واحدة وموحدة تمكنها من الإسهام بشكل فاعل في بلورة المواقف الدولية ذات الصلة باهتماماتها”.
وحول القرارات التي اعلنها رئيس الجمهورية ، قيس سعيد في تونس، يوم 25 جويلية الماضي، قال وزير الخارجية انها ” قرارات جاءت لتصحيح المسار الديمقراطي وإن تونس ملتزمة بالمضي قدما في ترسيخ دعائم دولة القانون والمؤسسات، ضمن نظام ديمقراطي سليم ضامن للحقوق والحريات وعلى أساس مبادئ الحكم الرشيد حيث يكون فيه العدل أساس العمران ويكون فيه المجتمع قائما على سيادة القانون والمساواة بين المواطنين”.
وعن الدورة 18 لقمة الفرنكوفونية التي ستحتضنها تونس بجزيرة جربة، يومي 20 و21 نوفمبر المقبل ، قال الجرندي انها ستشكل محطة هامة لتعزيز العلاقات العربية بمختلف الفضاءات والتجمعات الإقليمية والدولية تكريسا للقيم الكونية المشتركة للتعايش والتسامح والقبول بالآخر.
وفي جانب اخر، اكد الجرندي في كلمته أن تونس لم تتوان عن حشد الدعم الدولي لمناصرة قضايا أمّتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على جميع المستويات وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية ،لا سيما خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي لسنتي 2020-2021.
ولفت في ذات السياق،الى أن الحاجة اليوم ملحة لتعزيز التعاون بين الفضاءين العربي والإفريقي على جميع المستويات ودعم سنة التواصل والتشاور والتنسيق المستمر بشأن مختلف القضايا والمسائل الإقليمية والدولية.
وبخصوص الوضع في ليبيا ،أعرب وزير الشؤون الخارجية عن ارتياح تونس لما أسفر عنه اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد مؤخرا بالجزائر، مشددا على الدور المحوري للمجموعة العربية لمواصلة تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للسلطات الليبية ولما يرتئيه الأشقاء من خيارات تعيد لليبيا عافيتها وتساعدها على استرجاع مكانتها كقوة إقليمية وازنة بعيدا عن أي تدخل في الشأن الداخلي الليبي الذي يجب أن يرسم وفق مرجعيات ليبية.
وكانت لوزير الشؤون الخارجية على هامش الدورة 156 لمجلس جامعة الدول العربية ، لقاءات وجلسات مشاورات مع نظرائه من الكويت، الرئيس الحالي للمجلس الوزاريّ، والجزائر وموريتانيا ومصر والسعودية وفلسطين ولبنان، تناولت بالأساس أبرز القضايا المطروحة على الدورة، وسبل الارتقاء بعلاقات التشاور والتنسيق حول افق الاستحقاقات المقبلة.
والتقى الجرندي ايضا ، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ، حيث تناول اللقاء سبل تفعيل الدور العربي بشأن أبرز قضايا المنطقة، في أفق تدارسها، بنيويورك، خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.