القيروان: رحلة دليلة لجلب ''الزقوقو'' تكشف معاناة الفئات المهمشة
ككل صباح تتّجه دليلة برفقة زوجها نحو الغابات بالجبل ومعهما الحمار لجني الزقوقو من أشجار الصنوبر الحلبي الشامخة باعتزاز ويقضون ساعات طويلة وسط الأغصان الخضراء رغم صعوبة المسلك والتضاريس الوعرة وتسلّق أعالي الأشجار وخوفا من عقوبات أعوان الغابات.
بعد رحلة تحفوها جملة من المخاطر تعود دليلة إلى بيتها المتواضع فتخرج كمية "الزقوقو" من الكيس الصغير الذي قطفته بصعوبة من الأشجار ثم تحشر جسدها المنهك لتضعهم داخل الفرن الساخن المحفور في الأرض بجوار بيتها الصغير لتقلب الحبات غير مبالية للدخان الخانق أو درجات الحرارة الحارقة ثم تذري المحصول لإزالة العوالق منها.
استخراج حبات الزقوقو ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض فهو يتطلب الكثير من المهارة والتضحية إلى جانب ندرة المنتوج بالإضافة إلى حملة مقاطعة الزقوقو التي لم تراعي حجم معاناة دليلة وماسي عائلتها قبل أيام من ذكرى المولد النبوي الشريف.
دليلة ليست لوحدها تعمل وسط جبال السرج والريحانة بل العشرات من النسوة يشتغلن لساعات طويلة يوميا من أجل توفير مادة الزقوقو ثم يبيعونها باثمان زهيدة إلى التجار والمحتكرين السماسرة الذين يربحون أرباحا مرتفعة وايصالها إلى المستهلكين.
غايات من الصنوبر العالية بتموجاتها وتدرّج اخضرارها توشّح جبل زغدود من معتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان وثمار تنتظر من يقطفها لتعلن عن موعد جني الزقزقو للاحتفال بمولد خاتم الانبياء.
*خليفة القاسمي