إجماع سياسي على صحّة قرار إقالة وزير الثقافة
أقال رئيس الحكومة هشام المشيشي وزير الثقافة وليد الزيدي من مهامه وقرر تكليف وزير السياحة حبيب عمار بتسيير وزارته بالنيابة وذلك على خلفية تصريح الزيدي برفضه التدابير المرتبطة بالقيود على الأنشطة الثقافية بسبب فيروس كورونا.
قرار حظي بإجماع سياسي من الكتل والأحزاب السياسية الداعمة للحكومة وحتى المعارضة لها والتي لم تصوت لها في البرلمان، إلا أنه اعتبر مظهرا من مظاهر العبث وتفكك أجهزة الدولة .
المغزاوي: تصريح وزير الثقافة وإقالته مظهر من مظاهر تفكك الدولة
واعتبر أمين عام حركة الشعب أن رئيس الحكومة من حقه إقالة وزير لا يتماشى مع سياساته معتبرا في الوقت نفسه أن تصريح وزير الثقافة وقرار إقالته مظهر من مظاهر تفكك الدولة والسير نحو سيناريو ''اللبننة" خصوصا في ظل تخبط القرارات والتصريحات على مستوى الوزراء ورئاستي الحكومة والجمهورية.
وبين المغزاوي اننا أصبحنا نتحدث عن جمهوريات لا جمهورية موحدة متحدثا في هذا الإطار عن ''جمهورية باردو وجمهورية القصبة وجمهورية قرطاج وجمهورية القضاء وجمهورية البنك المركزي .. " ودعا إلى ضرورة الوعي بتفكك السلطة وإيقاف نزيف تفتتها.
جوهر المغيربي: قرار إقالة وزير الثقافة صائب
وأشار النائب عن قلب تونس جوهر المغيربي إلى أن الوضع في البلاد والازمة التي تمر بها تقتضي وجود حكومة متضامنة ومتجانسة ولا تحتمل وجود مواقف تثير الجدل معتبرا ان وزير الثقافة يحظى بالاحترام والتقدير إلا ان موقفه من قرارات رئيس الحكومة يبقى حمال أوجه وليس مطلوبا خصوصا في هذه المرحلة.
وشدد على أن قرار رئيس الحكومة إقالة وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي قرار صائب خصوصا وان الوزير هو مرآة لقرارات الحكومة التي يجب ان تكون مواقفها موحدة.
الحاجي: عدم إقالة الزيدي ترسيخ للعبث في مستوى تسيير الدولة
القيادي في حزب التيار الديمقراطي نبيل الحاجي أكّد أنه في صورة عدم إقالة المشيشي لوزير الثقافة فإن هذا الأمر سيكون ترسيخا لمظهر من مظاهر العبث في مستوى تسيير الدولة التونسية معتبرا انه لا يمكن لوزير أن يتمرد على قرار رئيس حكومته.
وبين أنه كان من الأجدر ان يتصل برئيس الحكومة لإبلاغه بالاشكاليات الخاصة بعدم إمكانية تطبيقه والتشاور معه لإعادة النظر فيه وتعديله ، لا التصريح بانه وزير ثقافة وليس وزير تطبيق تعليمات رئيس الحكومة. وشدد على ضرورة أن يتصرف كوزير منذ ادائه لليمين الدستورية والتصرف بعقلانية وهذا منطق إدارة الدولة حسب تعبيره.
كما أشار الحاجي إلى وجود تخبط في مستوى القرارات المتخذة من قبل الحكومة على غرار قرار منع الكراسي بالمقاهي ثم التراجع عنه تحت الضغط الإعلامي وضغط غرفة المقاهي.
الدالي: مع قرار اقالة الزيدي رغم أن ائتلاف الكرامة كان من داعمي تواجده
القيادي في ائتلاف الكرامة يسري الدالي صرح بأن كتلته أعطت 6 أصوات للحكومة وكانت تدعم تواجد وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي ضمن تركيبتها بالأساس إلا أنه خطابه أعطى إشارات ودلائل على عدم وحدة الحكومة وتضامنها وتجانس مواقفها.
وأشار إلى ان طبيعة الأزمة التي تمر بها بلادنا تتطلب حكومة متضامنة وجريئة وشجاعة وسريعة في قراراتها وفي صورة خروج طرف منها عن هذا المبدأ من الضروري تغييره بشخص يؤمن بالعمل الجماعي .وأكّد يسري الدالي أنه مع قرار إقالة وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي بالرغم من ان ائتلاف الكرامة كان من داعمي تواجده مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود تخبط تام على مستوى أداء وزراء المشيشي معتبرا أن المرحلة تتطلب وزراء قادرين على اتخاذ قرارات جريئة وسريعة وواضحة وتكتيتكية واستراتيجية بما يتماشى مع مجموعة التشكيل الحكومي الموجود حسب تعبيره.
المليكي: التنسيق بين أعضاء الحكومة يجب أن يصبح ممارسة فعلية
رئيس الكتلة الوطنية حاتم المليكي اعتبر أنه بالرغم من أنه يحق لرئيس الحكومة إقالة الوزراء إلا انه كان يتمنى ان تكون العلاقة بين مكونات الحكومة مبنية على التضامن خصوصا في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.
وصرح بأن قرار الإقالة أثبت ضرورة بذل الحكومة لمزيد من المجهودات في مستوى التنسيق والتشاور بين أعضائها بخصوص القرارات المتخذة واعتبر أن تصريح وزير الثقافة بخصوص رفضه تطبيق قرارات رئيس الحكومة كان في غير محله.
وأضاف بانه كان من الأجدر على وزير الثقافة إبلاغ رئيس الحكومة بتحفظاته حول قرار الغاء التظاهرات الثقافية في البلاد قبل الإصداح بموقفه مشيرا إلى الزيدي جانب الحقيقة في جزء من تصريحه خصوصا في ظل تواصل فتح المقاهي والملاهي الليلية والمطاعم في حين يتم منع تظاهرات ثقافية.
وأكّد المليكي ضرورة ان لا تصبح مشاكل الحكومة وعلاقتها مع البرلمان ورئاسة الجمهورية مادة للتعاطي الخارجي مسجلا استياءه مما يجري مطالب كل الأطراف ببذل أكثر مجهودات حتى يصبح التنسيق بين مؤسسات الدولة ممارسة فعلية.
كريم وناس